أكد المحلل السياسي أحمد حمزة أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال حواره مع صحيفة فرنسية تعكس بوضوح ثوابت السياسة الخارجية الجزائرية تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات تسلط الضوء على توجهات الجزائر في ظل التحديات الراهنة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية-الفرنسية، أوضح حمزة أن تصريحات الرئيس تبون تعكس حالة التوتر القائم بين البلدين، خاصة في ظل الخلافات حول ملفات حساسة، مثل قضية الصحراء الغربية، حيث أشار إلى أن الموقف الفرنسي الداعم للمغرب يعد أحد العوامل الرئيسية التي تعمّق الخلاف بين الجزائر وباريس.
وأضاف أن تصريحات الرئيس الجزائري تؤكد على استقلالية القرار الجزائري ورفض أي تدخلات خارجية، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي، كما تعكس رغبة الجزائر في إعادة تعريف علاقاتها مع فرنسا على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في القضايا السيادية،
وحول تحذير الرئيس تبون لفرنسا من دعم المغرب في قضية الصحراء الغربية، شدد حمزة على أن هذا التحذير يعكس الأهمية البالغة لهذه القضية بالنسبة للجزائر، التي تساند حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفق قرارات الأمم المتحدة، وأضاف أن الجزائر تعتبر دعم فرنسا للمغرب في هذا النزاع تدخلاً غير مقبول، مما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين البلدين،
كما تطرق حمزة إلى تصريحات الرئيس تبون بشأن التطبيع مع إسرائيل، مؤكدًا أن الجزائر ترفض أي تطبيع قبل إقامة الدولة الفلسطينية، وأوضح أن هذا الموقف يعكس الالتزام التاريخي للجزائر بالقضية الفلسطينية، وحرصها على دعم حقوق الشعب الفلسطيني وفقًا لمبادئ القانون الدولي، وأضاف أن الجزائر تؤكد من خلال هذا الموقف رفضها لأي حلول خارج الإطار الدولي، وتمسكها بثوابتها في دعم القضايا العادلة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
وفي ختام تحليله، أشار حمزة إلى أن السياسة الخارجية الجزائرية تستمر في نهجها القائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ودعم الاستقرار الإقليمي، وتعزيز الحوار الدبلوماسي مع الحفاظ على مواقفها الثابتة، كما أكد أن الجزائر تسعى لتعزيز دورها الإقليمي والدولي من خلال دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، مع التشديد على رفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية أو الإقليمية.
عماد الدين بن جامع