أشار الأستاذ الجامعي أحمد عظيمي، إلى الصمت الرهيب الذي التزمت به الجامعة العربية إزاء الإبادة الجماعية في غزة، مضيفا: “كنا نتوقع ردود أفعال حازمة عندما يُقتل فلسطيني واحد أو عشرة في الستينيات والسبعينيات. أما اليوم، ومع سقوط أكثر من 45 ألف شهيد في غزة، فإننا نواجه صمتًا رهيبًا من قبل الجامعة العربية وكأن شيئًا لم يحدث.”
وخلال نزوله ضيفا على برنامج ” برنامج هادئ”، سلط احمد عظيمي، الضوء على التحول الكبير في مواقف الدول العربية ومؤسساتها تجاه القضية الفلسطينية، واصفا عظيمي هذا التحول بأنه “تدحرج مستمر للأمة، من مواقف كانت رافضة تمامًا للتطبيع مع الاحتلال والقبول بجرائمه، إلى مواقف باتت ترى في هذا التطبيع أمرًا عاديًا، وفي الجرائم اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون مجرد أرقام صامتة.”
وتابع عظيمي: “الأوضاع التي كنا نرفضها قبل خمسين عامًا، أصبحنا نقبلها اليوم. الأوضاع التي كنا نرفضها قبل عشرين عامًا، صارت اليوم واقعًا. حتى الأوضاع التي كنا نرفضها قبل عشر سنوات فقط، أصبحت مقبولة ومتوقعة.”
ولفت عظيمي، إلى التحولات السياسية والإعلامية في المنطقة، التي لعبت دورًا في هذا التدحرج، مضيفا:” فالتحالفات الجديدة، والضغوط الدولية، والمصالح الاقتصادية، دفعت الكثير من الدول العربية إلى تطبيع علاقاتها مع الاحتلال الصهيوني، متجاهلة نضال الشعب الفلسطيني ومعاناته.”
وفي سياق متصل، أشار عظيمي إلى حالة الجمود التي يعيشها العالم العربي تجاه القضايا المصيرية، التي لا تحرك ساكناً أمام معاناة الفلسطينيين وغيرهم من الشعوب العربية.”، مؤكداً على أن” تحرك العرب أصبح مرتبطاً بأهواء خارجية وليس بمصالحهم القومية.”
ومن جهته، اكد عظيمي: ” أن هذا الصمت الدولي يعود جزئياً إلى تراكمات تاريخية في المخيال الغربي، الذي لا يرى في العربي أو المسلم إنساناً يستحق الاحترام.”
واشار عظيمي، إلى “الهيمنة المطلقة للصهاينة على السردية التاريخية، خصوصاً ما يتعلق بالمحرقة اليهودية التي تُعرض بشكل مستمر في الأفلام والبرامج التلفزيونية الغربية”، وأضاف،” أن هذه الهيمنة الإعلامية ساهمت في تشكيل رأي عام غربي يتعاطف مع الصهاينة دون النظر إلى الحقائق أو الوقائع على الأرض”.
ودعا عظيمي، إلى ضرورة فهم العدو بشكل أفضل، مشيراً إلى أن النصوص المؤسسة للصهيونية تحمل في طياتها إقصاءً واضحاً لكل من هو غير يهودي. وأضاف:” هناك نصوصاً في التلمود تحث على قتل الفلسطينيين وسلب أراضيهم، ما يجعل الصراع مع الصهيونية صراعاً وجودياً ذو طابع عقائدي.”
وفي حديثه عن الصهيونية، وصف عظيمي كيف تمكنت هذه المنظومة من السيطرة على الإعلام والثقافة والسياسة في الغرب. وأشار إلى الهيمنة المطلقة للصهاينة على السردية التاريخية، خصوصاً ما يتعلق بالمحرقة اليهودية التي تُعرض بشكل مستمر في الأفلام والبرامج التلفزيونية الغربية. وأضاف” أن هذه الهيمنة الإعلامية ساهمت في تشكيل رأي عام غربي يتعاطف مع الصهاينة دون النظر إلى الحقائق أو الوقائع على الأرض.