بلسان : تويقر عبد العزيز
لم أكن يوما متطرفا في الرأي؛ غير أني سأكسر القاعدة هنا؛ وأقول أن أخلاق الأمم؛ في الطرقات. فالناس الذين انتقلوا من ركوب الدواب للتنقل؛ لا يبدو أنهم حملوا معهم فنون القيادة وتمايزها؛ على اعتبار أن الدواب هي أرواح تنسجم مع الإنسان؛ وتتناغم مع الطبيعة؛ ومن كل مظاهر القوة و إلباس والتحمل التي تميزها؛ سحب الإنسان الحديث المتحضر؛ في انتقاله إلى السيارات والمركبات؛ خصلة من أسوء خصال الحيوان؛ وهي قضاء الحاجة في الطريق.
قد يكون الرأي قاسيا ومتطرفا كما قلت؛ لكنه مرآة عاكسة لمجتمع؛ ينتقل في فوضاه. مجتمع تفضح تمدنه الطرقات؛ وفضلات السيارات؛ الفارهة و العادية؛ من خلال مظاهر الطريق الرمي العشوائي لأعقاب السجائر؛ و بقايا الأكل؛ و الأكواب البلاستيكية و الورقية؛ فلا أصحاب الفخامة و الميسورين؛ ولا المعدومين تخلصوا من عادات الأنعام و الدواب؛ وربما تفوقوا على ذلك من خلال عدم احترام إشارات المرور؛ والالتفاف على القانون؛ ويكفي أن يكون الشرطي أو الدركي غير موجود؛ ليتحول الطريق إلى سيرك ترقص فيه كل تلك المخلوقات التي أُطلقت لتوها من القفص.
هذه هي أخلاقنا؛ التي تشبهنا وتفضح ما نحاول أن نظهره من تمدن بائس؛ وخلاصة القول أن الطرقات تفضحنا و تنزل بنا إلى الحضيض و تجعل منا أجلافا.