يرى الكاتب والمؤرخ ارزقي فراد، أن أحد أبرز التحديات التي تواجه العلاقات الجزائرية الفرنسية، يتمثل في وجود لوبي نافذ في فرنسا، يضم أحفاد المستوطنين الأوروبيين الذين غادروا الجزائر، حيث يشكل هؤلاء قوة ضغط مؤثرة في المشهد السياسي الفرنسي، وغالبًا ما يعارضون التقارب مع الجزائر.
وأوضح فراد في تصريح ل”أخبار الوطن” اليوم، ان هذا التأثير يتضح بشكل خاص في صعود اليمين المتطرف، الذي يستغل الجزائر لتحقيق مكاسب سياسية، خصوصا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2027، اذ يسعى بعض السياسيين إلى استغلال هذه القضية لكسب التأييد، خاصة وزير الداخلية الفرنسي روتايو الذي يريد معاداة الجزائر ترضية لأحفاد الاقدام السوداء.
وأضاف الكاتب “ان غرض هذا الأخير هو ان يكون مرشح اليمين المتطرف خلال الانتخابات المقبلة خصوصا في ظل وصول هذا التيار الى سدة الحكم في الكثير من الدول كايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي بين الجزائر وفرنسا”.
وحسب المؤرخ فإن العلاقات الجزائرية الفرنسية، على الرغم من مرور ستة عقود على استعادة السيادة الوطنية، لازالت تشهد تقلبات مستمرة تعكس تعقيدات تاريخية وسياسية عميقة، فبالرغم من أن الجزائر قد نالت استقلالها، إلا أن تداعيات الاستعمار الفرنسي ما زالت تلقي بظلالها على هذه العلاقات.
وشدد – المتحدث- أن غياب الديمقراطية في الجزائر خلال العقود الماضية، والارتباط غير الطبيعي بين بعض أجنحة الحكم في الجزائر وفرنسا، فاقم من هذه المشاكل، مذكرا بقضية رفض فرنسا الاعتراف بجرائمها التي ارتكبت خلال فترة الاستعمار، وإصرارها على اصدار قوانين تمجد هذه الحقبة ما يعيق جهود المصالحة ويؤجج التوتر بين البلدين.
وحول السيناريوهات المحتملة للازمة بين الجزائر وفرنسا، توقع الكاتب -فراد- ان تعرف انفراجا لأن الأصل في العلاقات الدولية- يقول- “الوئام وحسن الجوار بمعنى لا يوجد عدو دائم او صديق دائم بل مصلحة دائمة ومصالح متبادلة”.