طاوس.ز
تساهم الجزائر في جهود الإغاثة بغزة بقوة ، حيث قامت للمرة الثانية على التوالي بإرسال بعثة طبية للمشاركة في إنقاذ ضحايا القصف و التفجيرات، و معالجة الجرحى، و تكثف البعثة المتكونة من أطباء مختصين جهودها بغرض الاستجابة للكم الهائل من الحالات الموجودة بالمستشفيات في ظل انهيار القطاع الصحي وغياب الإمكانات و انقطاع الكهرباء و استمرار عمليات قصف المستشفيات و محيطها القريب في كامل القطاع.
أطباء جزائريون يشرعون في إجراء أولى العمليات الجراحية
و في سياق ذلك ، وصلت بعثة طبية ثانية إلى مستشفيات قطاع غزة تتكون من مختصين في عدة مجالات، منها جراحة الأعصاب، جراحة العيون، والجه و الفكين ،جراحة الأطفال، جراح جراحة العظام، اضافة الى طبيب إنعاش و تخدير، و ذلك بغرض تقديم العلاج للمصابين و الذين يصلون بكثافة إلى مستشفيات القطاع خصوصا مستشفيات المعمداني، الخدمة العامة ، الشفاء ، الحلو.
و شرع فريق العمل أمس في استقبال حالات المرضى و المصابين في قسم الطوارئ، و بدأ الجراحون في قاعة العمليات إجراء أولى العمليات الجراحية وسط ظروف صعبة في ظل شح الوقود انقطاع الكهرباء و كثرة الحالات المستعجلة، و يبذل طاقم البعثة يبذل جهودا كبيرة من اجل معاينة الحالات المستعجلة، علما انه تم تنصيب خيم في ساحة مستشفى العمداني لتقديم العلاج للمصابين و ذلك بعد نقل جثث الشهداء التي كانت مدفونة هناك إلى مكان آخر .
وسبق و أن نجح الوفد الطبي الجزائري خلال الأشهر الماضية في الدخول إلى قطاع غزة وبحوزته شحنة مساعدات طبية وأدوية، من أجل المساهمة في علاج المرضى، والتخفيف من معاناة الفلسطينيين داخل المستشفيات نتيجة الحرب الصهيونية المتواصلة، كما قام شهر جويلية الماضي، وفد طبي آخر متكون من 13 جراح في إطار مبادرة لمكتب وهران لجمعية العلماء المسلمين بإجراء 250 عملية جراحية و مئات الفحوصات بالمستشفى الأندونيسي شمال غزة.
ورغم صعوبة ظروف التدخلات الطبية و خطورة الوضعية بقطاع غزة كانت المهمة ناجحة، و هي تعبيرا عن مساندة الشعب الجزائري للشعب الفلسطيني الشقيق و تأكيدا لموقف الدولة الجزائرية المساند للقضايا العادلة و الداعم للشعوب المستضعفة.
نحو 1000 شهيد من الكوادر الطبية
يواصل الاحتلال الصهيوني اتباع سياسة التدمير و القتل و الإبادة في حق الأبرياء من الفلسطينيين ؛من خلال تعمده استهداف القطاع الصحي للقضاء على آخر فرصة للحياة لمن لم ينج من الموت تحت القصف، وحسب مصالح الصحة في القطاع فان قوات الاحتلال، تتعمد وما زالت تستهدف المنظومة الصحية و إخراج ما تبقى منها عن الخدمة، مع الاستمرار في منع وصول الأدوية والأجهزة والمعدات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، الأمر الذي يزيد من تعرض حياة المرضى والجرحى للخطر ومضاعفة معاناتهم، وهذا ما أدى لاستشهاد العديد منهم.
ووفقا – للمصالح ذاتها- فإن الفئة الأكثر عرضة للموت المحقق؛هم أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والحوامل والمواليد الجدد الذين تتفاقم معاناتهم يوميا في ظل نقص الأدوية وتدمير المستشفيات لاسيما في محافظتي غزة وشمالها.
وبحسب آخر حصيلة للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فقد استشهد 986 شخصا من الطواقم الطبية جراء الحرب على القطاع، بينهم أطباء وأخصائيون وممرضون وموظفو مهن طبية مساندة وإداريون ومسعفون، كما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 300 من الكادر، فيما دمرت العديد من المستشفيات وأخرجتها عن الخدمة، في حين تسبب القصف الصهيوني بتوقف 130 سيارة إسعاف عن العمل، إضافة لمئات الانتهاكات بحق المنظومة الصحية كاملة في الضفة الغربية.
وأدان وزير الصحة الفلسطيني استمرار الاحتلال في استهداف العاملين بالمجال الصحي الإنساني، مؤكدا أن “الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة القوانين الدولية والقوانين الإنسانية”، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الإنسانية والصحية بزيادة الضغط على سلطات الاحتلال لوقف العدوان بشكل فوري، وفتح المعابر لإدخال مختلف أشكال الدعم الصحي، والسماح أيضا بخروج مئات المرضى والجرحى الذين يعانون من حالات صحية حرجة”.
وحذر المدير العام لدائرة الهندسة والصيانة في وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع المهندس علاء أبو عودة، من الانهيار الكامل والسقوط النهائي للمنظومة الصحية في غزة، حيث تبدأ المستشفيات بالتوقف والخروج عن الخدمة تباعا مع توقف المولدات الكهربائية، وقال أبو عودة إن الاحتلال يمنع كليا إدخال المولدات الكهربائية وقطع الغيار والزيوت ومستلزمات الصيانة الأخرى الخاصة بوزارة الصحة، ويخشى هذا- المسؤول- أن يصعّد الاحتلال الاغتيالات الممنهجة بحق الفرق الصحية والفنية المحركة لمنظومة الصحة، والتي يحرض الاحتلال عليها في وسائل إعلامه.
و بالموازاة ندّد متظاهرون أول أمس في العاصمة الفرنسية باريس بقتل الكيان الصهيوني مئات من الكوادر الصحية ومسعفين في غزة، وتدمير المستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية، وطالب المتظاهرون بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان ورفع الحصار المفروض على القطاع.
أكثر من 100 شهيد و عشرات الجرحى في قصف جديد بغزة
في اليوم الـ408 من العدوان الصهيوني استشهد ، استشهد اكثر من 115 فلسطينيا منهم 50 شهيدا في قصف على منزل في بيت لاهيا شمال القطاع، في حين أعلن اجيش الكيان عن إتمام ما سماه موجة رابعة من الغارات على العاصمة بيروت. من جهتها اعلنت كتائب القسام قنص جندي صهيوني في بالاشتراك مع كتائب الأنصار، وعرضت مشاهد للمعارك مع جيش الاحتلال بمحاور التوغل شرق وغرب جباليا شمالي القطاع. الضفة الغربية بدورها تعرضت لاقتحامات ليلية شملت طولكرم و قليقلة ورام الله في أعقاب مهاجمة عشرات المستوطنين قرية بيت فوريك بنابلس.
وعلى الجبهة اللبانية أفاد مصدر أمني لبناني باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف بغارة على منطقة رأس النبع في العاصمة بيروت .
طاوس.ز / الوكالات
مسؤول البعثة الطبية الجزائرية إلى غزة، فيصل بلجيلالي لـ”أخبار الوطن”:
“نزاول مهامنا في ظروف جد صعبة وتحت القصف على بعد 200 متر فقط ”
كشف مسؤول البعثة الطبية الجزائرية إلى غزة، فيصل بلجيلالي أن الأطباء الجزائريون الذين حطوا رحالهم في غزة منذ 3 أيام ، يزاولون مهامهم في ظروف جد سيئة و صعبة في ظل غياب الإمكانات و الاكتظاظ و نقص مرافق الاستقبال، حيث اضطروا إلى توزيع جراحي البعثة على مستشفيات المعمداني، الخدمة العامة ، الشفاء ، الحلو، مع التنقل بينها في حالة الحاجة والضرورة .
وبسبب الدمار الذي لحق بالمستشفى العمداني، اضطر القائمون عليه إلى نقل جثث الشهداء المدفونين في ساحة المستشفى من اجل تنصيب خيم لاستقبال المصابين ووحدات العلاج السريع حسب تأكيدات -مسؤول البعثة-
و أضاف بلجيلالي في تصريح ل”أخبار الوطن” أمس، أنهم اشتغلوا تحت القصف على بعد 200 متر من مستشفى الخدمة العامة،علما أن البعثة شرعت في نشاطها مباشرة فور وصولها إلى المستشفى المعمداني وسط استنفار في قاعة الطوارئ، مشيرا إلى وصول عدد كبير من الإصابات في الوقت الذي يعاني المستشفى من انقطاع متكرر للكهرباء.
طاوس.ز
الباحث في الشأن السياسي مهدي درفلو لـ” اخبار الوطن”
” الوضع الصحي في غزة كارثي والجزائر ثابتة في دعم فلسطين”
أشار الباحث في الشأن السياسي مهدي درفلو، في تصريح له لـ” اخبار الوطن”، بأن الوضع الصحي في غزة أقل ما يقال عنه أنه كارثي ويزداد تدهوراً مع الوقت، في ظل الغلق الكبير للمعابر والدخول الغير كافي أبداً من المساعدات للقطاع والتي لا تغطي 5 في المئة من احتياجات القطاع كله، مضيفا:” هذه سياسة التي يتبعها الكيان للضغط أكثر على المقاومة في قبول أي مقترح سياسي تمهيداً للقضاء عليها كلها وبشكل نهائي.”
وأوضح درفلو، بأن “المجتمع الدولي عامة والعربي الإسلامي خاصةً، مشارك بطريقة أو بأخرى في الكارثة الإنسانية في غزة”.
كما أشاد درفلو، بالجهود التي تقوم بها الجزائر، منذ أن رفعت شعارها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. مشيرا:” الجزائر سباقة دائما لكل الجهود لأجل تقديم المساعدات وبكل أنواعها لإخواننا في فلسطين بشكل عام ولغزة بشكل خاص رغم كل الصعوبات التي تواجهها في ذلك، وهذا دليل على أن الجزائر ثابتة في مواقفها تجاه فلسطين رغم ما قد يعود عليها من انعكاسات، لكنها ثابتة دائما وأبدا في حقيقة دعمها للشعب الفلسطيني.”
ش.شبور