دعوة المعلمين والأساتذة إلى إضراب من قبل جهات وصفت بالمجهولة، في ظل تأكيد نقابات القطاع على الابتعاد عن أي خطوة مماثلة، يبّين أن محاولات إخراج الحراك الشعبي بشقيه السياسي والاجتماعي عن طابعه السلمي، ما تزال قائمة، واختيار المدرسة ليس اعتباطيا، بل هو هدف مدروس ومخطط له وذلك لاعتبارات أهمها:
أولا: إضراب المعلمين، يعني الزّج بنحو 9 ملايين تلميذ إلى الشارع، وثانيا إقحام الأولياء في متاعب جديدة، قد تؤدي بهم إلى الاحتجاج على احتجاج المعلمين، ومن هنا يتمكن “المناورين” من تحقيق هدفين أساسيين: أولهما: ضرب سلمية الحراك الشعبي، الذي أثبت تمسّكه بخيار الحفاظ على الأمن والاستقرار في الدفاع عن مطالبه، والهدف الثاني هو عرقلة السير الجيد للعملية السياسية في شقها المتعلق بالانتخابات والتي استقطبت أيضا أنصارا لها، وبهذا يكون المناورون أو جماعات المصالح قد حققت مشروعها القاضي بتأزيم الوضع.
وعلى هذا الأساس، يجب الانتباه لمثل هذه الدعوات، خاصة في القطاعات التي تعرف تأطيرا نقابيا محكما كقطاع التربية والتعليم والصحة، وهي قطاعات يشهد لها بالنضال والكفاح من أجل الكرامة والحريات. فاحذروا المجهول إنه عدو لكم وللبلد.