رسميا سيلا في طبعة جديدة ينطلق و تعود الى قصر العارض بالجزائر العاصمة الروح و تنتشر في زواياه أنفاس الشغف..و يتصدر الكتاب اهتمام الناس من جديد ..معرض ياتي هذا العام في مرحلة خاصة و بيئة تنبض بالحركة ..عبر الشوارع كما في الأروقة. أروقة الكتب كما السياسة .موعد تتصالح فيه نفس الجزائري مع الكتاب و القراءة ،و إن كانت الاحتفالية لا تعبر في الأصل عن واقع نعيشه يوميا من هجران للمطالعة و البحث ؛ إلا أنها صحوة تستمر أيام يلتقي فيها الأصدقاء و القراء مع كتابهم و كتبهم .
الموعد هذه السنة مختلف من حيت السياقات الزمنية التي جاء فيها و التي تتميز باستمرار حراك اجتماعي لأكثر من ثلاثين أسبوع و هو حراك حرك مشاعر و إبداعات الكتاب الجزائريين في تنظيمه و مستوى الوعي السياسي الذي تبناه و أبان عليه خاصة في جمعاته الثماني الأولى و كان مصدرا لعدد من المؤلفين الذين تمكنوا من وضع مؤلفات في سياقه أمام القارئ بسيلا 2019 .مؤلفات يتوقع ان تشهد اقبالا كبيرا عليها كما على غيرها و ان كانت من الصعب منافسة الكتاب الديني الذي يبقى بحكم العادة و التراكمية التي يخفيها الضمير الجمعي للجزائريين في صدارة المشتريات و قد لا يكون في صدارة الاهتمام لان الشراء هو فعل آلي لا يعبر في الواقع عن حالة جذب فكري .كما أن سيلا هذا العام سيكون لا محال ساحة نزال وجدال حقيقي بين المثقفين حول تصوراتهم لمستقبل الجزائر السياسي في ظل انتخابات رئاسية تؤسس لمرحلة ما بعد البوتفليقية .و التي ينتظر منها الكثير في رسم خارطة طريق واضحة المعالم لمنظومة حكم مختلفة تماما عن الفترات السابقة. و بعيدا عن ارقام الزوار نام لان يتعزز فعل القراءة عبر هذا الفضاء و شعب يقرا شعب لا يجوع و لا يستعبد.