تتواصل موجة الجدل حول الأداء التحكيمي في مباريات البطولة الوطنية وفي منافسة كأس الجزائر، في ظل تكرار الأخطاء والمشاكل التي أثارت استياء مسؤولي الأندية والمدربين وحتى اللاعبين.
البداية، كانت خلال مواجهة مولودية الجزائر وأولمبيك أقبو لحساب المباراة المتأخرة عن الجولة 21 من المحترف الأول، حيث عبر النادي العاصمي عن تذمره الشديد من قرار الحكم باحتساب ركلة جزاء ضده، إضافة إلى احتجاجه على عدم احتساب هدف في الدقائق الأخيرة من اللقاء، وهو ما اعتبرته إدارة النادي حرمانا واضحا من فوز مستحق.
كما شهدت المواجهة الكثير من الجدل التحكيمي، وسط انتقادات لاذعة طالت مصطفى غربال، الذي حمله مسؤولو وأنصار “العميد” مسؤولية تضييع فريقهم لنقاط الفوز، في اللقاء الذي انتهى بانتصار أولمبيك أقبو بهدف دون رد.
تركزت أبرز الاحتجاجات على ضربة الجزاء الذي تحصل عليها صاحب الأرض والجمهور، بالإضافة الى البطاقة الحمراء التي تحصل عليها قائد “المولودية” أيوب عبد اللاوي في الدقيقة 84.
إدارة “العميد” تندد بأداء الحكم غربال
أعربت إدارة مولودية الجزائر عن استيائها الشديد من الأداء التحكيمي في المباراة المتأخرة الفريق بأولمبيك أقبو وانتهت بخسارة “العميد.
أشارت إدارة “المولودية”، في بيان رسمي، إلى أن الهدف الوحيد في اللقاء جاء من ركلة جزاء اعتبرها الفريق مثيرة للجدل، وخلفت احتجاجات واسعة من طرف اللاعبين والجهاز الفني.
وجاء في نص البيان: “ارتكب الحكم الدولي مصطفى غربال ومساعداه أخطاء جسيمة أثرت بشكل مباشر على مجريات اللقاء وعلى نتيجته النهائية”، مضيفة أن “غربال فاجأ الجميع بتردده الواضح في اتخاذ القرارات، ما جعله خارج الإطار طيلة أطوار المباراة”.
كما انتقدت الإدارة بشدة ما وصفته بـ”المستوى غير المتوقع” من حكم دولي مقبل على إدارة مباريات ضمن منافسة مرموقة ككأس العالم للأندية، مؤكدة أن الأداء التحكيمي لا يعكس لا خبرته ولا سمعته.
وفي خطوة تصعيدية، أكدت إدارة النادي العاصمي أنها “سترفع تقريرا مفصلا للجنة التحكيم”، مطالبة بـ”عدم المرور مرور الكرام على أخطاء الحكام، وضرورة معاقبتهم مثلهم مثل باقي الرسميين في المنظومة الكروية”، في إشارة إلى تحميل المسؤوليات بشكل عادل.
كما أثارت إدارة “المولودية” مسألة غياب تقنية حكم الفيديو المساعد “الفار”، معربة عن استغرابها من “تكرار غياب التقنية في كل تنقلات الفريق خارج الديار، عكس المباريات التي يخوضها داخل ملعبه والتي لا تغيب عنها هذه التقنية”.
في ختام بيانها، دعت إدارة “العميد” القائمين على شؤون الكرة الجزائرية، وعلى رأسهم مسؤولو الاتحاد الجزائري لكرة القدم، إلى “التحرك العاجل والعمل على تطوير مستوى التحكيم للنهوض بكرة القدم الوطنية”
الحكم دهار يتلقى انتقادات لاذعة من إدارة اتحاد الحراش
في سياق متصل ، أثار الحكم الجزائري دهار جدلا واسعا خلال المباراة التي أدارها في منافسة كأس الجزائر والذي جمعت ما بين اتحاد الحراش واتحاد العاصمة، في دور النصف النهائي لذات المنافسة، بعدما احتسب ركلة جزاء لصالح اتحاد العاصمة، قبل أن يعود لتقنية “الفار” ويلغي قرارا بمنح ركلة جزاء لاتحاد الحراش، كما تسببت قراراته في المزيد من الجدل بعد إشهاره البطاقة الحمراء في وجه قائد اتحاد العاصمة آدم عليلات، ثم تراجعه عن قرار الطرد بعد مراجعة اللقطة، مما أثار غضب أنصار اتحاد الحراش وخاصة مسؤولو الفريق، الذي حملوا مسؤولية الاقصاء للحكم دهار.
عقب نهاية المباراة، عبر المدير الرياضي لفريق اتحاد الحراش سليم رباح، عن استيائه من قرارات الحكم، وحمله مسؤولية الخسارة، قائلا:”الفريق تعرض للظلم من طرف حكم المباراة على الرغم من تواجد تقنية “الفار”، وأضاف:”اتحاد الحراش تحصل على ضربة الجزاء لكن حكم المباراة ألغاها”، وختم تصريحاته، قائلا:”نتأسف على ما حدث لأن الفريق قامى بتحضيرات جدية لهذه المباراة، لأن الفريق قدم مباراة كبيرة لكن قرارات الحكم كانت كلها ضد الفريق”.
“الفاف” تتحرك لاحتواء الوضعية
سارعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بقيادة رئيسها وليد صادي، إلى اتخاذ خطوات عاجلة في أعقاب الجدل الكبير الذي أثارته قضية الحكم الدولي مصطفى غربال نهاية الأسبوع الماضي.
كشف الاتحادية ، في بيان رسمي عبر موقعها، عن برمجة اجتماع مهم غذا، والذي سيجمع رئيس “الفاف” بحكام النخبة وأعضاء اللجنة الفيدرالية للتحكيم، وذلك لبحث التطورات الأخيرة المرتبطة بالتحكيم الوطني.
أوضح البيان أن هذا الاجتماع يأتي في توقيت حاسم، مع اقتراب نهاية موسم الدوري الجزائري 2024/2025، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي منه هو توعية الحكام بأهمية المرحلة المقبلة.
رغم موجة الانتقادات، تصر “الفاف” على تجديد الثقة في سلك التحكيم، حيث أكد الرئيس وليد صادي أن “الفاف” تقف إلى جانب الحكام وتؤمن بكفاءتهم.
س.قزوط
