بلسان عبد العزيز تويقر
بعد انتهاء أجل إيداع الترشيحات لرئاسيات 12 ديسمبر القادم منتصف ليلة أمس، يمكن القول إن ملامح الرئيس القادم قد اتضحت بشكل عام؛ فسيد المرادية سيتم اختياره من بين الفرسان الذين مكّنوا لأنفسهم أو مكَّنَت لهم تشكيلاتهم السياسية أسباب الانطلاق في هذه المغامرة. و سيخرج علينا الناس من كل فجٍّ عميق يرفضون هذا ويلعنون ذاك ويسبّون سعد وأبله. بينما اللجام قد فعل فعلته فيهم. .فلا هم يملكون جرأة المتقدمين ولا أخلاق المتأخرين ؛ لأن الحروب السياسية تقام في الساحات العامة ولا يمكن الفوز فيها إلا عبر آلية واضحة وهي آلية الانتخاب. والانتخاب الذين يرفضه الكثير من الناس هو ذاته صهوة الكثير أيضا من الراغبين في بلوغ المرادية. نبحث في تجارب الآخرين فلا نجد غير الذي أهله الصندوق لأن يتسيد الناس فيفوِّضونه أمرهم عبر تلك الآلي، فتسكُن الأنفس لتبدأ معركة جديدة لإسقاط الرئيس عبر نفس الآلية ولا يمكن بأي حال من الأحوال العبث خارج هذا الإطار.
قد يؤمن الناس بالتغيير كما آمن الجزائريون الذين خرجوا إلى الشوارع للهتاف، فكسروا – بذلك – حواجز الخوف، غير أن إيمانهم ذاك لابد أن يرتبط بأهداف محددة واضحة المعالم وقابلة للتطبيق والتجسيد، وفي السياسة لحد الآن – وحسب علمي – لا يمكن إحداث التغيير إيجابيا خارج الصندوق. وسيحصل التغيير في الجزائر لكن بإرادة الذين يرغبون فيه وليس بغير ذلك. .فقط لا تتعجبوا فالصندوق يُخرج محبيه ويغدق على مريديه؟