بلسان عبد العزيز تويقر
في فترات التأسيس للمشاريع الإعلامية الجادة تظهر معادن الرجال و تبرز أخلاقهم و في مسيرة الحياة محطات و من بين محطات حياتي المهنية كانت الشروق التي اشتغلت بها رئيس تحرير منذ 2012 .
فيها عرفت الراحل علي فضيل عن قرب .. و تعاملت معه بتماس على اعتبار أني اشرف على أهم مكونة من مكونات الشروق تي في تم الشروق نيوز وهي غرفة الأخبار مع زملاء آخرين .عرفت علي فضيل الصحفي الذي يسمع وجهة نظرك بكل احترام و يحاول أن يقنعك بوجهة نظره بدون ضغط و عرفت الرجل الإنسان الطيب الذي يتعامل مع الجميع بنفس القدر من الاحترام .
وعيت حجم ما كان يتعرض له الرجل من ضغوطات بسبب الإصرار على المضي في خط تحريري واضح و كيف عاش الرجل السنوات الأخيرة بعد أن أحكمت العصابة قبضتها على البلاد و حاولت تطويع كل صوت حر و خنق كل منبر مخالف. كان حجم الضغوطات كبيرا جدا و لا قبل لأحد غيره باحتماله و لست هنا أزايد على الرجل في رقدته الأخيرة فكل من عاش مرحلة ما قبل 22 فيفري قريبا من مركز القرار في الشروق يعرف ذلك .و لم يتغير و لم يتبدل و سوف لن أحدثكم عن علاقتي به فيكفي انه رفض ذهابي بعد أن أسست رفقة الزميل و الصديق رياض هويلي مشروع أخبار الوطن . و سأختصر طيبة الرجل و أخلاقه في هذه الحادثة . وصل الخلاف بينا و كنا أربعة أنا و الزميل رياض هويلي والطاهر فطاني و رشدي رضوان و الأخ الراحل على فضيل أشده بسبب مواقف معينة قبيل 22 فيفري و بعد 22 فيفري و بلغ التشنج ذروته بعد بيان وقعناه بخصوص موقفنا من التضييق و الخنق الذي كانت تمارسه العصابة على المجمع و كان الخلاف حادا بينه و بين الأخ رشدي و بعد ساعات من الاخد و الرد رمى هاتفه و قال فليذهبوا إلى الجحيم سنغطي الحراك و بالمباشر و الأمر كله في يد الله. تم سلم علينا واحدا واحدا واستدار باحثا عن رشدي الذي غادر قبل ذلك و بعد أن عرف انه خرج “زعفانا “رفع هاتفه و كلمه مباشرة طالبا منه السماح .هذه هي أخلاق الرجل الذي لا يتردد في طلب السماح من أي كان إذا أحس انه أخطا في حقه فلا تبخسوه حقه و الله يتولاه فهو مولاي ومولاه .و لك أيها الاخ و الأستاذ أن ترتاح الآن فأنت بين يدي الرحمن الرحيم .