شهد الصالون الدولي للكتاب “سيلا 2024” في طبعته ال27 و الذي افتتحت فعالياته امس بقصر المعارض “سفاكس” بالجزائر العاصمة، اقبالا جماهريا غفيرا، حيث استحسن عشاق الكتاب الصالون الذي يعد فرصة كبيرة للاطلاع على اخر إصدارات دور النشر الوطنية و العربية وحتى الأجنبية و هو أيضا مناسبة للاطلاع على اخر ما جادت به قريحة الكتاب، الباحثين و الروائيين.
في ساعات مبكرة من صباح اليوم ، اصطف المئات من الزوار ومن عشاق الكتاب امام أبواب المعرض في انتظار افتتاحه على الساعة العاشرة صباحا، و بمجرد الافتتاح سارع الزوار الى زيارة الاجنحة المعروضة، ومن ابرز الاجنحة التي كانت في المقدمة اجنحة هيئات هامة في الدولة كسلك الجيش الوطني الشعبي و الجمارك اللذان عرضا مجلات و مطبوعات خاصة تعرف الجمهور بدور و مهام و أنشطة هذه الهيئات.
كما اتجه الزوار ايضا، وغالبيتهم من الشباب، إلى الجناح المركزي، الذي يعد من أبرز معالم قصر المعارض، ويضم العديد من دور النشر المتخصصة في الآداب والإصدارات الفكرية والعلمية، بالإضافة إلى الكتب المدرسية وشبه المدرسية والقواميس والمؤلفات الدينية وغيرها.
سعر الإصدارات الحديثة يفوق 2000 دينار..
كما اقبل الجمهور أيضا حسب ما رصدته “اخبار الوطن” التي زارت الصالون، على دور النشر الجزائرية، التي حملت إصدارات جديدة في مختلف المجالات الأدبية، العلمية ،الثقافية، التاريخية وغير ها، و اللافت ان الزوار من الطلبة والباحثين و الأكاديميين و الشباب من مختلف الاعمار، الكل يبحث عن عناوين في مجال اختصاصه، و يحاول البعض اخذ اكبر عدد ممكن من الكتب بأسعار تنافسية.
دار نشر” كوكب العلوم الجزائر”، كانت حاضرة بالمعرض، و حسب صاحبها بوزيد فان “الدار حملت إصدارات اكاديمية جديدة تخص تاريخ الجزائر خلال الفترة العثمانية، و عددها 70 اصدارا و هي كتب نادرة جدا بعضها تمت ترجمتها، هذا الى جانب اعمال أخرى، مشيرا انهم يعملون على تشجيع الأقلام الشابة، اما عن الأسعار فقد أوضح انها مرتفعة نوعا ما ن و قد تصل الى 3000 دينار أحيانا لكن محتوى الكتب لا يقدر بثمن “فنحن –يقول- نصر على المحتوى لا على الكمية”، و ذلك في انتظار ولوج مجال البيع الالكتروني و المكتبات الإلكترونية.
دور نشر عربية تخصم الأسعار بنسبة 30 بالمائة..
دور النشر العربية كان لها نصيب من الجمهور، و منها الجناح العربية السعودية الذي لقي اقبالا كبيرا على الكتب المعروضة في مجال الفقه الدين التاريخ، و العلوم ، و في هذا الاطار” التقت اخبار الوطن” ببعض الطالبات اللواتي كن بصدد شراء كتب الروائي السعودي أسامة المسلم الذي برز في كتابة الروايات من نوع الفانتازيا والفانتازيا التاريخية، حيث اكدت الطالبة الجامعية” نوال” انها ستقتني المجموعة القصصية للروائي الذي جلب احدث اصداراته و سيبيعها بالتوقيع السبت المقبل ، مشيرة انها معجبة بكتابات الروائي الذي دأب على عرض قصص ذات طابع تشويقي و بسرد الاحداث بطريقة سينيمائية ذات الحوارات المتينة مع وضع أسماء فريدة و غريبة و تتسم معظم رواياته بالنهايات غير المتوقعة.
من جهته العارض احمد الرشيد مندوب وزارة الثقافة و الشباب في سلطنة عمان، اكد ل”اخبار الوطن” ان الاقبال كان غفيرا خلال الساعات الأولى من الافتتاح، و هو امر مشجع على المشاركة كل عام ، “خصوصا اذا عرفنا ان اقبال النخبة امرا مميزا أيضا”، اما عن الكتب المعروضة، فقد اكد انها تشمل مجالات عدة كالفقه، التفسير، اللغة ،و الادب ، و ادب الأطفال و هي إصدارات جديدة يهدف بعضها الى التعريف بالثقافة العمانية، اما عن الأسعار قال “انها متناول القارئ و هناك خصم بنسبة 30 بالمائة على الأسعار”
“مؤسسة الوراق” الأردن للنشر والتوزيع، كان لها أيضا نصيب من الجمهور، حيث أكد ممثل الدار احمد إسماعيل، انهم يشاركون في صالون الجزائر الدولي منذ 15 سنة وحملوا هذا العام كتب في مجال الامن السبرياني والسياحة.
الصالون الذي حمل هذه السنة شعار “نقرأ لننتصر”، يشهد مشاركة 40دولة يمثلهم 1007 دور نشر و تعد دولة قطر ضيف شرف الطبعة ، وشهد جناح دولة قطر، اهتماماً كبيراً من الزوار المهتمين بثقافة وأدب هذا البلد العربي، حيث يعرض الجناح كتباً ومخطوطات تسلط الضوء على تاريخ قطر وثقافتها وتراثها وفنونها المعمارية.
القضية الفلسطينية حاضرة بقوة..
للإشارة فان صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الـ 27 يحتفي بالذكرى الـ 70 لاندلاع الثورة التحريرية من خلال استضافة أسماء وطنية ودولية للمشاركة في ندوات فكرية وأدبية بهذه المناسبة، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الثقافة والفنون.
و كانت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، قد اسدت توجيهاتها بالتأكيد على ضرورة إنجاح هذه الطبعة وجعلها متميزة، مشددة على ضرورة تحقيق الأهداف المرجوة من هذه التظاهرة الدولية الكبرى باعتبارها الحدث الثقافي الأكثر جماهيرية في البلاد، ولمكانة الصالون الرائدة في القارة الإفريقية وفي الوطن العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط، وسيكون الجمهور من زوار المعرض على موعد مع التاريخ من خلال برمجة ندوات فكرية وأدبية حول ثورة أول نوفمبر الخالدة وأثرها على شعوب العالم بمشاركة أسماء وازنة وطنيا ودوليا.
من جهة أخرى، ستكون القضية الفلسطينية حاضرة أيضا في الصالون وذلك من خلال ندوات على غرار “أدب المقاومة في فلسطين أقلام في وجه النار” ،”فلسطين في الشعر الجزائري” ،”السينما في مواجهة الصهيونية” ،وكذا “التفاتة إلى الشعراء الشهداء في غزة”، كما سيتم تنظيم ندوات أخرى خاصة بالترجمة والرواية والأدب والفكر في بعدها الإفريقي والعربي على غرار “الجزائر- قطر: كتابات تجمعنا” مع منصة “كتار”ر،”الجزائر ــ إفريقيا .. قوافل ثقافي” “الموروث العربي في الأدب الإفريقي” وأيضا “قضية تصفية الاستعمار، الصحراء الغربية آخر المستعمرات في إفريقيا”.