بلسان: رياض هويلي
في اليوم الوطني للصحافة الذي اقره الرئيس المخلوع شعبيا، وجب على الأسرة الإعلامية عموما وجموع الصحفيين المهنيين خصوصا الوقوف بالدراسة والتحليل لما ألت اليه صاحبة الجلالة من هوان، فالوقع اليوم يفرض علينا الوقوف أمام ممارسات مهنية تبدو مرفوضة شعبيا، الوقوف بالدراسة والتحليل والتشخيص عند الحملة التي تتعرض لها الصحافة من سب وشتم من قبل قطاع واسع من الجزائريين؟ هل الصحافة تخلت عن مهامها المتعارف عليه؟ هل الصحافة تنازلت عن مكانتها كسلطة رابعة لصالح السلطة التنفيذية؟ هل الصحافة انحازت الى مشاريع ضد مشروع الشعب؟ أم أن الصحافة تعكس الوضع العام في البلد، ولا يمكن الحديث عن مهنية الصحافة وموضوعيتها وقواعد أخلاقها في بيئة اجتماعية وسياسية تتسم بالغموض وغياب قواعد قانونية تضبط العلاقة بين افراد المجتمع وكياناته؟ اليست الصحافة مظلومة وحملت ما لا تحتمل في ظل تقاعس المواطن والنخب في الدفاع عن المؤسسات الاعلامية الهشة التي تتعرض الى الاحتواء والضغط والغلق من السلط المشكلة للحكم ومن جماعات الضغط ولوبيات المصالح؟
في الواقع الاسئلة لا تنتهي، والاجوبة تبدو غير مقنعة مهما كانت منطقية في ظل غياب أرضية جادة للنقاش. ذلك لان الصحافة كمهنة تحتاج الى اطر قانونية لضبط ممارساتها، واليات تنظيمية لتأطيرها وتحديد علاقاتها بالمحيط الذي تشتغل فيه، وفي غياب هذه القواعد والاليات طبيعي جدا ان تجد الصحافة ككرة تتقاذفها جماعات المصالح وتسعى مختلف السلط لتدجينها و واحتوائها، في إطار حرب سياسية وفكرية وثقافية شرسة.
ان اللوم والعتاب الذي يلقي به مختلف النخب وحتى المواطنين على الصحافة والصحافيين، انما براينا هو هروب من المسؤوليات وإلقاءها على الصحافة كونها الوسيط بين مكونات المجتمع وكيانات مشكلة للحكم.
صحيح، للصحفيين والمنتمين للقطاع مسؤولية كبيرة في الدفاع عن مهنتهم وفق القواعد المتعارف عليها دوليا، وصحيح ايضا ان المقاومة في القطاع لا ترقى الى المستوى المطلوب لاسباب يطول شرحها، لكن الصحيح ايضا ان حرية الصحافة واستقلاليتها، هي قضية كل مسؤول، كل سياسي، كل ناشط، كل النخب، قضية كل مواطن، انها نتاج البيئة الاجتماعية الحرة والبيئة الاقتصادية الحرة والبيئة السياسة الحرة، وعكس ذلك ظلم وجور في حق مهنة صاحبة الجلالة.
السلام عليكم
طرحك مقبول جدا و مشخص لوضعية القطاع الاعلامي من كل الزوايا ، لكن نحن في حاجة ماسة الى قوانين مؤطرة للعمل الصحفي ليس كمفهوم حصانة و إنما دافع يعتمد عليه الصحفي في عمله ، فالواجب المهني و أخلاقيات المهنة هي نقل الحقائق و فقط بدون تشويه و لا تجريح ولا حتى تصفية حسابات ، فالمسؤول الذي يقاطع الصحافة ليس عذره إعلام فاسد و إنما تخوفه ربما من صحفي خائن لمهنته أو خوفه من تبعات أفعاله و بالتالي أظن ( رأي شخصي ) أن ما آلت إليه الاوضاع العامة للإعلام في الجزائر سببه النظام السابق فكان هدفه فساد كل القطاعات حتى لا تكون هناك ابتزازات ولا تقاذف للتهم .. فإذا كان الكل فاسد فبطبيعة الحال الكل يغطي على بعضه ، رغم حداثة عهدي مع العمل الاعلامي إلا أن كل عاقل يمكنه التمييز بين الحق و الواجب بين الحقيقة و التدليس بين الاخلاق و القيم … و عليه يرجع الصحفي هو المسؤول الأول و الأخير على هذه الرداءة … والله ولي التوفيق