عادت ظاهرة العنف في الملاعب لتلقي بظلالها مجددا على الملاعب الجزائرية مع النصف الاول من البطولة الوطنية، مما أعاد هذه القضية إلى صدارة المشهد الكروي .أثارت هذه التطورات تساؤلات عديدة حول فعالية الآليات المعتمدة لمكافحة هذه الظاهرة، التي يبدو أنها لم تحقق النتائج المرجوة، فقد شهدت ملاعب الوطن تصاعدا مقلقا في أحداث العنف، الأمر الذي يستدعي دق ناقوس الخطر والإسراع في اتخاذ إجراءات رادعة للحد من هذه الظاهرة التي أساءت لصورة كرة القدم الجزائرية.رغم العقوبات التي فرضتها الرابطة عبر لجنة الانضباط، والتي شملت حرمان العديد من الفرق من دعم جماهيرها وفرض غرامات مالية على الأندية، يبدو أن هذه الإجراءات لم تنجح في ردع ظاهرة العنف، فقد عادت هذه السلوكيات بقوة إلى المدرجات مؤخرا، مما يثير القلق بشأن تفاقم المشكلة والحاجة إلى حلول أكثر فعالية.
البداية في مباراة “العميد” أمام الاتحاد المنستيري التونسي
شهدت المواجهة التي جمعت بين مولودية الجزائر والاتحاد المنستيري التونسي، ضمن إياب الدور الثاني المؤهل لدور المجموعات في رابطة أبطال إفريقيا، أعمال شغب غير متوقعة، كان من المفترض أن تكون المباراة احتفالا تاريخيا لجماهير “العميد” بمناسبة أول مباراة رسمية تقام على ملعب علي عمار المعروف بـ”علي لابوانت” في الدويرة، تحولت إلى مشهد من الفوضى والصدامات.
واندلعت أعمال الشغب في المدرجات بين الجماهير وعناصر الدرك الوطني، مما دفع الاخيرة إلى استخدام الغازات المسيلة للدموع لتفريق المشاغبين، ونتيجة لذلك اضطر الحكم إلى إيقاف المباراة لبضع دقائق خلال الوقت بدل الضائع.
ورغم تفوق مولودية الجزائر في النتيجة، تظل أسباب اندلاع هذه الأحداث غير واضحة، ولم تقتصر الفوضى على داخل الملعب فقط، بل انتقلت الى محيط الملعب أثناء خروج الأنصار، حيث تعرضت بعض المركبات المركونة في حظيرة المركب للتخريب.
كارثة كادت تحدث في بسكرة
تعرض لاعب وفاق سطيف صلاح الدين بوشامة، لاعتداء خطير، في الدقائق الأخيرة من المباراة التي جمعت ناديه أمام اتحاد بسكرة، بملعب 18 فيفري، ببسكرة.
وتعرض اللاعب بوشامة لإصابة خطيرة في الرأس جراء رشقه بالحجارة خلال المباراة، مما أجبره على استكمال المواجهة بضمادة طبية.
مثل هذه الحوادث المتكررة أصبحت تهدد سلامة الأنصار والمدربين وحتى اللاعبين وتفسد الفرجة في المدرجات.
إصابة العديد من المناصرين نتيجة أعمال العنف
شهدت المباراة التي جمعت ما بين مولودية البيض ومولودية وهران هي الاخرى أحداث العنف مؤسفة، فقبل انطلاق المباراة كانت الأمور تحت السيطرة، لكن سرعان ما انطلقت أعمال تخريب من طرف الأنصار الفريقين في مدرجات ملعب زكريا المجدوب، وتم تحطيم السياج المحيط بالملعب، والسياج الفاصل بين مدرجات المحليين والزوار، مما أدى لتسجيل العديد من الإصابات ما بين مشجعي الفريقين.
وبعدها أصدرت لجنة الانضباط التابعة للاتحادية الجزائرية مجموعة من العقوبات على الفريقين، وجاء في البيان:”أقرت لجنة الانضباط معاقبة الفريقين على حد سواء، إذ سلطت عقوبة استقبال 4 مباريات نافذة دون حضور الجمهور مع منعهما من التنقل لمباريات خارج الديار إلى أجل غير مسمى”، بالإضافة الى غرامات مالية، مع إلزام إدارة مولودية البيض بتعويض الخسائر التي تعرض لها ملعب زكريا المجدوب.
“الفاف” تتوعد بالضرب بيد من الحديد
رغم أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم قد اتخذ إجراءات تأديبية صارمة، بما في ذلك اللعب بدون جمهور وكذا فرض عقوبات إيقاف وغرامات مالية على الأندية، اللاعبين، والجماهير المتورطين في الشغب، إلا أن الظاهرة لا زالت مستمرة.
وأكد الفاعلون في كرة القدم الجزائرية في مناسبات عديدة على ضرورة توحيد الجهود على مستوى الوطن للحد من هذه التصرفات السلبية التي تؤثر سلبا على سمعة الكرة الجزائرية.
س.قزوط