اخبار الوطن: كيف تفسرون تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير المسؤولة حيال الجزائر والتي تمثل تدخلاً جلياً ومباشرا في الشؤون الداخلية للجزائر ومساسا بسيادتها ؟
العيد زغلامي: تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة، تشير إلى ارتباكه وسقوطه في العديد من الأخطاء التي أصبحت مسجلة عليه، ومنها حديثه عن الجزائر بشكل يعبر عن حقد ومركب نقص يعيشه.وعندما يتحدث ماكرون عن الجزائر، كان من الأجدر به أن يتناول مسؤولية فرنسا الاستعمارية وما ارتكبته في حق الجزائريين منذ احتلالها. فالجزائر دفعت ثمناً باهظاً للاستعمار الفرنسي، بما في ذلك استشهاد مليون ونصف مليون شهيد في حرب التحرير،و بدلاً من أن يتأسف أو يقدم اعتذاراً عن تلك الجرائم والمجازر، يطلق تصريحات لا تعبر إلا عن افتقاره للتقدير التاريخي والإنساني !
الرئيس الفرنسي يتجاهل أن الشعب الجزائري لا يزال يعاني من تبعات الجرائم النووية ، التي نفذتها فرنسا في الصحراء الجزائرية. فهاته التصريحات ، تشير إلى أنه لا يزال يحن إلى ماضي فرنسا الاستعماري ولم يتحرر من هذا الإرث،و من الواضح أن هدفه من هذه التصريحات هو صرف الأنظار عن أزماته الداخلية السياسية والدستورية، مثل حل البرلمان وأخطاء أخرى اعترف بها سابقاً.
كيف تعلقون على حث الرئيس الفرنسي الحكومة الجزائرية بالإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال المعتقل منذ منتصف نوفمبر الماضي؟
تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الكاتب الجزائري الذي حصل على الجنسية الفرنسية في أواخر سنة 2024 يُعتبر تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للجزائر، وهو دليل على فقدانه تماماً لآداب الدبلوماسية وعدم احترامه لدولة ذات سيادة.
هذا التصرف يتعارض مع مسؤولياته كرئيس دولة، كما أنه يتخذ موقفاً غير منطقي وغير عقلاني تجاه قضية لا تزال قيد التحقيق، الجزائر تقوم بواجبها في هذا الشأن بكل استقلالية، ولن تتأثر بتصريحاته التي تعبر عن ضعفه وإساءته إلى الجزائر.وتصريحاته هذه لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور أكثر بين الجزائر وفرنسا.
كيف تتوقعون مستقبل العلاقات الجزائرية -الفرنسية في ظل المعطيات الراهنة؟
الرئيس ماكرون يبدو رهينة لضغوط اللوبيات اليهودية واليمين المتطرف في فرنسا، مما ينعكس سلباً على طريقة تعامله مع الجزائر، فرنسا تحت رئاسة ماكرون، لم تتحرر بعد من عقدة الماضي الاستعماري ولم تستوعب بشكل كامل استقلال الجزائر، ولا تزال تعيش في ظل هواجس الثورة التحريرية. لهذا، العلاقات بين البلدين ستبقى على هذا النحو إلى أن يحدث تغيير جذري على مستوى القيادة الفرنسية. ماكرون، الذي يعد الأقل شعبية في تاريخ الرئاسة الفرنسية، يعيش بلده أزمات سياسية، اقتصادية، ودستورية حادة، بالإضافة إلى علاقاته المتوترة مع دول أجنبية، وخاصة في القارة الإفريقية.
من الواضح أنه إذا استمرت هذه الأزمات، فإن حكومة ماكرون قد تسقط، وقد يُجبر على تقديم استقالته، لأنه يبدو أنه لم يعد لديه مجال للبقاء في الحكم.