تتجه الأنظار بعد نهاية رمضان وعيد الفطر المبارك إلى عيد الأضحى، هذه الشعيرة التي يحرص الجزائريون على إحيائها على الرغم من أزمة ارتفاع الأسعار التي أضحت معضلة حقيقية حرمت شريحة واسعة منها، لكن السلطات العليا اتخذت هذه المرة إجراءات استباقية لكسر الاسعار وذلك بقرارها استيراد مليون رأس، و بمجرد الإعلان عن الخطوة لوحظ تراجع محسوس في الأسعار بالأسواق المحلية، الأمر الذي استحسنه المواطنون كثيرا، لكن يبقى السؤال المطروح حول الأسعار التي سيتم اقتراحها إلى جانب الطريقة التي ستصل بها إلى أيدي المواطن في النهاية.
ترى السلطات أن ضخ كميات كبيرة من الماشية المستوردة في السوق سيساهم بشكل مباشر في كسر الأسعار المرتفعة، من خلال تعزيز العرض ومواجهة المضاربة التي لطالما غذّت الغلاء في مثل هذه المناسبات، ولذلك تشتغل وزارة لفلاحة بالتنسيق مع قطاعات أخرى على قدم وساق لإنجاح هذه العملية.
تنصيب لجنة لتحديد تاريخ بداية بيع الاضاحي المستوردة
وفي هذا الإطار أسدى وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري يوسف شرفة منذ يومين توجيهات لتنصيب لجنة تقنية مصغرة تتكون من عدة قطاعات لتحديد توزيع حصص الأضاحي التي سيتم استيرادها حسب كل ولاية، مع تحديد كيفية تنظيم نقاط البيع وتاريخ بداية عملية بيع الأضاحي للمواطنين.
وناقش أعضاء اللجنة الوطنية المكلفة باستيراد أضاحي العيد خلال اجتماع مع وزير الفلاحة أول أمس، المخطط الأولي لسير عملية استيراد ودخول القطعان، الظروف المهيأة لاستقبالها على مستوى الموانئ، ونقلها مباشرة إلى مواقع الحجر الصحي قبل توزيعها على نقاط البيع المحصاة من طرف المصالح الولائية مع ضمان المراقبة الصحية والأمنية من طرف الهيئات والمصالح المخولة لذلك.
اعتماد سعر موحد وبيع بالتقسيط في بعض الحالات
من المرتقب أن تعتمد الحكومة سعرا موحدا عند بيعها لرؤوس الأغنام التي أمر رئيس الجمهورية باستيرادها من الخارج تحسبا لعيد الأضحى المبارك، بداية من أواخر شهر أفريل الجاري، حيث ستحدده السلطات العليا للبلاد لاحقا ومن المرتقب أن تكون موحدة عبر كافة نقاط البيع”، علما أن الزبون يدفع ثمن الكبش للجهة المخول لها بالبيع ويستلم الخروف مباشرة”.
كما توقعت بعض المصادر ان يتراوح ثمن الأضحية المستوردة بين 50,000 دج و 60,000 دج، وهي فرصة جيدة للموظفين من أصحاب الدخل المحدود للاحتفال بشعيرة عيد الأضحى بشكل ميسر.
وأسدى وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري يوسف شرفة، تعليمات صارمة لمدراء المصالح الفلاحية ومسؤولي الهيئات العمومية من أجل مباشرة تنظيم عمليات تسويق رؤوس الماشية التي أمر الرئيس باستيرادها و وتحديد الفضاءات المخصصة لذلك في عملية يجب أن تكون محكمة تفاديا للفوضى.
ومن ضمن الشركات العمومية التي ستبيع الأغنام المستوردة، الشركة الجزائرية للحوم الحمراء “ألفيار” ومجمع “أغرولوغ” عبر فرعه “ساربا” من خلال نقاط بيع معتمدة مباشرة للمواطن”.
هذا، وباشرت العديد من الهيئات العمومية ومديريات المصالح الفلاحية، في بعث مراسلات إلى مختلف الهيئات التنفيذية، من أجل إرسال القوائم الاسمية لموظفيهم وأعوانهم تكون مرفقة برقم الهاتف من الراغبين في اقتناء الأغنام المستوردة.
وشرعت بعض الهيئات في عن فتح باب التسجيل ، ووفقا للإعلان الرسمي، لجامعة الجزائر 3 مثلا، سيتمكن الموظفون من التسجيل عبر منصة إلكترونية مخصصة لهذا الغرض، حيث يستهدف البرنامج الموظفين الذين لا يتجاوز دخلهم الشهري 50.000 دج.
ولضمان وصول الأضاحي إلى مختلف شرائح المجتمع، تقرّر أن تُباع الأضاحي المستوردة عبر التعاونيات العمومية والخدمات الاجتماعية للمؤسسات، وهي آلية تهدف إلى كسر هيمنة الأسواق العشوائية على توزيع الأضاحي، وتوفيرها في نقاط بيع خاضعة للمراقبة، فالتعاونيات تُوفّر شبكة توزيع تغطي معظم الولايات، وتُتيح للمواطنين حجز أو شراء الأضاحي في ظروف شفافة ومنظمة، بينما تتيح الخدمات الاجتماعية للعاملين في القطاعين العام والخاص اقتناء الأضاحي بأسعار مدروسة وبإمكانية الدفع بالتقسيط في بعض الحالات.
عروض 3 دول تستجيب لدفتر الشروط
ووافق مجلس الوزراء قبل أيام على عروض دولية لتموين الجزائر برؤوس مواشي تحسبا لعيد الأضحى، ووافق الرئيس على استيراد مليون رأس من الماشية تحسّبا لعيد الأضحى، مع إعفاء عمليات الاستيراد من كل الرسوم والضرائب، وفي هذا الصدد، تم قبول “عروض 3 دول تستجيب لدفتر الشروط الجزائري، خاصة ما يتعلق بتعاليم سلامة الماشية كأضحية”، ولم يذكر بيان اجتماع مجلس الوزراء ، هذه الدول الثلاثة، لكن الرئيس تبون كان قد صرّح في لقائه الدوري الأخير مع وسائل الإعلام بأن إسبانيا ستكون إحداها.
ولتنظيم عملية البيع، أمر الرئيس بالعمل مع تعاونيات عمومية متخصصة عبر الولايات لبيع الأضاحي بالتنسيق مع الهيئات والمؤسسات المخولة بالبيع، مع إمكانية البيع عن طريق مصالح الخدمات الاجتماعية للهيئات والمؤسسات والشركات، على أن تتكفل هذه الأخيرة بالتوزيع والتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين.
هذه هي الموانئ التي ستستقبل الأغنام
ينتظر أن تستقبل موانئ الجزائر أولى شحنات الأضاحي المستوردة بداية من أواخر شهر مايو الداخل، وكشف وزير النقل، سعيد سعيود، أنّ 5 موانئ مستعدة لاستقبال مليون رأس من الأضاحي المستوردة من الخارج.
وأوضح الوزير في تصريح سابق له، أنّ الموانئ المعنية هي موانئ أرزيو ووهران والجزائر العاصمة وعنابة وسكيكدة، مبرزا أنّ هذه الموانئ تلقت تعليمات صارمة للاستعداد من أجل استقبال مليون رأس من الغنم المستوردة تحسبا لعيد الأضحى، وفي هذا السياق، أكد سعيود، أنّ مصالحه مستعدّة كذلك لتوزيع الأضاحي المستوردة في “ظرف قياسي”
ولضمان سلامة الماشية سيقام على مستوى الموانئ تنصيب خلايا للبيطرة لفحص الأضحية و التأشير على سلامتها قبل إدخالها للأسواق، علما ان عملية استيراد جميع أنواع الحيوانات سواء الموجهة للاستهلاك البشري أو الحيوانات الأليفة أو المتوحشة تخضع لعملية رقابة دقيقة وصارمة على مستوى الموانئ والمطارات ومراكز العبور البرية ين تخضع لفحص طبي وإجراء تحاليل تضمن سلامتها الصحية، وضمان صحة الإنسان على اعتبار أنهما مرتبطتان ببعضهما البعض.
تراجع محسوس في أسعار المواشي المحلية
وعقب الإعلان عن قرار الاستيراد شهدت أسعار الماشية في الآونة الأخيرة تراجعًا ملحوظا، في أسواق ولايات السهوب، التي تعد أسواقا مرجعية بحكم أنها من بين الأكبر وطنيا من حيث تعداد رؤوس الماشية، حيث لوحظ أن أسعار الرؤوس التي تصلح لتكون أضاحي للعيد، انخفضت بشكل لافت.
و حسب -بعض الموالين- فإن سعر الكبش الذي كان يُباع بمبلغ 14 مليون سنتيم، انخفض سعره إلى نحو 10 ملايين سنتيم، كما لاحظ زوار سوق حاسي بحبح مثلا انحسارًا في حركة البيع والشراء، حيث تكاد تكون الأسواق خاوية.
ويُشير المهتمون إلى أن السبب الجوهري وراء تأخر المربين في إنزال ماشيتهم، يكمن في مخاوفهم من تقلبات السوق بعد القرار القاضي باستيراد مليون أضحية، كما أن التجار أيضاً قاموا بتأجيل عمليات الشراء، على خلاف السنوات الفائتة التي كانوا خلالها يشترون الخرفان في هذا التوقيت لتسمينها بغرض بيعها بمناسبة عيد الأضحى. من ناحية أخرى، أكد محدثونا في سوق الأغنام، توقعهم تواصل هبوط الأسعار من أسبوع إلى آخر.
للتذكير، أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون في مارس الماضي، بإطلاق استشارة دولية لاستيراد إلى غاية مليون رأس من الماشية تحسبا لعيد الأضحى، امرا بـ “إعداد دفتر شروط لإطلاق استشارة دولية في أقرب الآجال مع دول لها قدرة التموين لاستيراد إلى غاية مليون رأس من الماشية تحسبا لعيد الأضحى”، على أن يتضمن دفتر الشروط سقف الأسعار.
كما أمر رئيس الجمهورية بأن تتكفل الدولة بالاستيراد عن طريق مؤسساتها وهيئاتها المتخصصة في الشعبة، والعمل مع تعاونيات عمومية متخصصة عبر الولايات لبيع الأضاحي بالتنسيق مع الهيئات والمؤسسات المخولة بالبيع، علاوة على ذلك، أمر الرئيس بإمكانية البيع عن طريق مصالح الخدمات الاجتماعية للهيئات والمؤسسات والشركات على أن تتكفل هذه الأخيرة بالتوزيع والتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين.
طاوس.ز
ميناء الجزائر يضبط اللمسات الأخيرة لاستقبال المواشي المستوردة
نزل وفد من عدّة قطاعات إلى ميناء الجزائر أول أمس، للوقوف على الإجراءات المسطّرة تحسّبا لاستقبال السفن المحملة بالمواشي المستوردة المخصصة لعيد الأضحى.
وحسب ما ذكره بيان لميناء الجزائر، فقد عقد اجتماع تنسيقي حضره كل من مدير النقل لولاية الجزائر، ممثل مجمع الخدمات المينائية، محافظ أمن الميناء، ورئيس مفتشية أقسام الجمارك، ممثلة المصالح الفلاحية، ممثل التجارة، إلى جانب إطارات مؤسسة الميناء.
حيث تم الاتفاق على ورقة طريق ترسم معالم إنجاز العملية، فور رسوّ السفن التي ستشرع في الوصول في الأيام القليلة المقبلة. وتتضمن ورقة الطريق المتفق عليها النقاط التالية:تخصيص الرصيف رقم 23 بطاقة استقبال 3 سفن، اعتماد رواق أخضر لمرور الشاحنات الخاصة بنقل الأضاحي، تخصيص بوابة لخروج الشاحنات في أفضل الظروف، مع إمكانية إضافة بوابة ثانية عند الضرورة، تكليف أعوان لمتابعة تأطير إنجاز العملية مع توخي السرعة في معالجة السفن، اتخاذ الإجراءات الإدارية والأمنية المسبقة التي تتطلبها الحركة داخل الميناء،كما اتفقت الأطراف المعنية، على عقد لقاءات بعد وصول أول باخرة. لمتابعة كافة الجوانب المتعلقة بمعالجة السفن المحمّلة بالماشية المستوردة.
وأكد إطارات مؤسسة ميناء الجزائر جاهزية كافة الوسائل اللّوجيستية والبشرية لمعالجة سفن أضاحي العيد، في أفضل الظروف. بالتنسيق مع الجهات المتدخلة في الحيز المينائي، وفقا للإجراءات التسهيلية التي سطرتها السلطات، يضيف البيان.
ق.و
رئيس الجمعية الوطنية للأطباء البيطريين الجزائريين محمد الأمين نشار لـ”اخبار الوطن”:
“وفد بيطري سيتنقل إلى بلد الاستيراد للتأكد من سلامة الأضاحي قبل استيرادها “
كشف رئيس الجمعية الوطنية للأطباء البيطريين الجزائريين محمد الأمين نشار، ان عملية استيراد الأضاحي سترافقها إجراءات صحية ورقابة صارمة، حيث من المنتظر أن يتنقل وفد بيطري للبلد المرجو الاستيراد منه لمراقبة وتفحص الماشية، وأوراق الثبوتية التي تؤكد خلوها من الأمراض والاوبئة، وأنها خضعت لكل اللقاحات والتحاليل التي تثبت ذلك.
وأوضح -نشار- في اتصال مع “أخبار الوطن” أمس، أنه وفق القانون المعمول به والساري، فالبياطرة سيرافقون القطيع المستورد بحرا وسيراقبون عملية الاستقبال قبل وضعها في الحجر الصحي و إخضاعها لتحاليل أخرى عن طريق أخذ عينات الدم، مشيرا أنه على المستوى المحلي ستتكفل المفتشيات الولائية بالمراقبة الصحية للقطيع أثناء تواجده بتراب الولاية في أماكن البيع التي خصصتها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري لذلك.
وحسب- المتحدث -ستتواصل عملية المراقبة يوم عيد الأضحى سواء في المذابح العمومية أو بالأحياء وفق بروتوكول مداومة معتمد لذلك اليوم، وفي حالة اكتشاف أي مرض عند استيراد هذه الأضاحي سيتم عزل المواشي المريضة أو التي بها نقص ومتابعتها بيطريا وتوجيهها وفق تعليمات وزارة الفلاحة ودفتر الشروط المتفق عليه، هذا الاخير الذي ينص أيضا على ان يتجاوز عمر الأغنام 6 لشهر احتراما للمواصفات التي أتى بها الشرع الحنيف في معايير اختيار الأضحية.
طاوس.ز
رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك – الأمان- حسان منوار لـ”اخبار الوطن”:
“يجب سن قانون ردعي لقطع الطريق أمام المضاربة بأسعار الأضاحي المستوردة “
ثمن رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك – الأمان- حسان منوار، قرار السلطات العليا استيراد الأضاحي لكسر الأسعار، مؤكدا ان الخطوة من شأنها حماية القدرة الشرائية للمستهلك وأيضا هي فرصة لحماية السلالة المحلية للأعوام القادمة أي السماح بتكاثرها، لكن يجب ان تفرض رقابة صارمة لمنع المضاربة بها.
تخوف -منوار- في اتصال مع “أخبار الوطن” أمس، ان يتم المضاربة بأسعار الاضاحي المستوردة، مؤكدا ان المضاربين والوسطاء والانتهازيين، قد يلجؤون الى حيل من اجل إعادة بيعها ورفع الأسعار، داعيا السلطات الى سن قانون ردعي يقطع الطريق أمام هؤلاء ويحول دون التفكير في ذلك.
وحسب-المتحدث –” كان من المفروض اتخاذ إجراءات استباقية قبل الإعلان عن العملية بالنظر الى إجراءات الاستيراد المعقدة والتي قد تأخذ وقتا، “لكن ثقتنا في وزارة الفلاحة والقطاعات الأخرى كبيرة من اجل إنجاح العملية خصوصا ما تعلق بتجهيز الباخرات التي تنقل المواشي والإمكانات الأخرى التي تقتضيها عملية نقل وتوزيع وبيع الأضاحي” -يقول-.
وتمنى رئيس جمعية– الأمان- أن تنجح العملية لأن القرار فعلا ساهم قبل دخوله حيز التنفيذ في تراجع الأسعار بالأسواق وذلك بفضل الدعاية التي كسرت الأسعار، و “هي فرصة تسمح بإحياء شعيرة عيد الأضحى و التي يحرص الجزائريون عليها كثيرا بالنظر إلى قدسيتها .
طاوس.ز