كشف سليم دادة الموسيقي ورئيس المجلس الوطني للفنون والآداب، مستور ما يحدث من كواليس في المشهد الثقافي بالجزائر، من خلال حديثه عن المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية، أثناء استضافته على قناة “نوميديا تيفي” في حصة “Nu-Midias”، وانزعاجه من برمجة معزوفة موسيقية “لونجة نهاووند” من تأليفه بدون استشارته.
قال سليم دادة بخصوص عدم مشاركته في المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية في طبعته الحادية عشر، “كنت مؤلف موسيقي في الأوركسترا السيمفونية من 2006 إلى غاية 2009، لأغيب عن الجزائر مع انطلاق الطبعة الأولى للمهرجان، لكن لما عدت إلى أرض الوطن، تم أيضا استبعادي بصفة علانية، لقد بعثت برسالة إلى وزيرة الثقافة السابقة خاليدة تومي، من العام 2010 بخصوص مفترح برنامج موسيقي مع فرقة إيطالية ولم أتلقى إجابة”.
وفي ذات السياق أضف دادة، “ومن العام 2014 قدمت لمحافظة المهرجان السيمفونية، مشروع عمل جديد مع سوبرانو لكنه تم إقصائي، وفي السنة الماضية تلقيت اتصال من بوعزارة لقيادة حفل الافتتاح وأقدم عمل جديد، ليتم إقصائي بدون سابق إنذار، ومن هذه السنة تم برمجة معزوفة موسيقية من تأليف بعنوان “لونجة نهاووند”، بدون استشارتي في الأمر”.
أكد رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب “إن العملية الإبداعية في الفعل الثقافي مبنية على ثلاث ركائز أساسية، المبدع، العمل الإبداعي، والمتلقي، ويمكن أن تكون بدون رعاية الدولة، لأن الأهم أن يتكون الفنان في مجاله الإبداعي، وأن يكون في مستوى تعامله مع الآخرين، وليس أن يكون الفنان “فنان المناسبات” ويقسم المشاريع في طونطونفيل”.
مبرزا ذات المتحدث، أن مشروع الفنان يكون في الوزن الحقيقي في تمكنه من التقنية، موضحا بقوله: “يعني مخرج الفيلم لابد من معرفته لمبادئ السينما، والشاعر لابد من تمكنه من البحور والتفعيلة، وعليه لابد أن سكون يمارس الفنان فنه باحترافية وبإبداع بفكرة جديدة يجدد نفسه. ليختم الموسيقار سليم دادة، أن الفعل الثقافي ليس مجانا وعلى الجمهور أن يعي ذلك.
وكتب دادة على جداره الخاص في “الفايسبوك”، “للأمانة، بٌلغت مؤخرا فقط بعد منشوري السابق، بأن لطفي سعيدي، قائد حفل افتتاح المهرجان لهذه الدورة، كان قد برمج دون علم مني عملي “لونجة نهاوند” (2007) في برنامجه الموسيقي، أشكره على مبادرته الشخصية وهو الذي كان طالبا عندي في المعهد الجهوي وعازف آلطو رافقني في الكثير من الأعمال، أتمنى له كل النجاح في مسيرته الفنية”.
مضيفا، “لكن الأمر لا يغير في القضية شيئا ويستمر التجاهل من طرف محافظ المهرجان وإدارته، تجاهل ليس إزاء شخصي فقط وأعمالي بل لكل أوركسترا شباب الجزائر الذي أسسته بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، أهم راعي للمهرجان أيضا، أوركسترا شباب الجزائر هو أول تشكيلة وطنية لخيرة ما أنجب هذا الوطن وهم خريجي المعاهد الوطنية والجهوية والبلدية، وكذا العصاميون في مجال الموسيقى السيموفونية، والذي في أقل من سنة واحدة، أقام تربصين موسيقيين وطنيين استفاد منهما أكثر من 150 موسيقي، وقدم العديد من الحفلات، دون مقابل، في العاصمة، جيجل، بجاية، العلمة وباتنة، وهو الذي اكتسح الساحات العمومية والأماكن العتيقة بل وشارك حتى في مهرجان تيمقاد الدولي، بغية إعادة اكتساب الجمهور وتغيير الذهنيات فيما يخص الفعل الثقافي وعلاقة السيمفونية بالمجتمع”.
للتذكير، ألف الموسيقار سليم دادة 120 مؤلف موسيقي تم تقديمهم في أكثر من 40 دولة، والحائزة على العديد من الجوائز والتكريمات في العالم، لكن ولا مرة في مهرجان الجزائر.