تابعت جبهة المستقبل ببالغ القلق والاستياء الموقف الصادر مؤخرًا عن الإدارة الأمريكية، والذي يدعم بشكل صريح مخطط الحكم الذاتي ويُروّج له كخيار وحيد لتسوية قضية الصحراء الغربية.
وترفض جبهة المستقبل في بيان لها هذا الموقف رفضًا قاطعًا، لما يمثله من استخفاف صارخ بالشرعية الدولية وتجاوز فجّ للحق التاريخي والإنساني لشعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره.
وتؤكد جبهة المستقبل أن الحق في تقرير المصير ليس منّة من أحد، بل هو مبدأ أصيل كرسته الأمم المتحدة وارتوت جذوره من تضحيات الشعوب الحرة ونضالاتها الطويلة ضد الاستعمار والهيمنة. ولا يمكن بأي حال من الأحوال القفز على هذا الحق عبر مناورات سياسية أو ضغوط دبلوماسية قائمة على المصالح الظرفية.
وأفاد الحزب أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار لم تُستكمل، وأن شعبها لا يزال محرومًا من ممارسة حقه الطبيعي في اختيار مستقبله السياسي بكل حرية. كما أن أي محاولة لفرض حلول مفروضة خارج أطر الشرعية الدولية لا تمثل سوى تشويه لمسار العدالة وانحراف عن المبادئ المؤسسة للمنظومة الدولية.
كما أن الرهان على الدبلوماسية المشبوهة والمصالح الضيقة والصفقات البالية لا يُلغي جوهر القضية، بل يزيدها تعقيدًا، ويفضح الانحراف عن الحلول العادلة المبنية على قرارات الأمم المتحدة ومبدأ احترام إرادة الشعوب.
وإذ تُثمّن جبهة المستقبل نضالات الشعوب التواقة للحرية، فإنها تُجدد تضامنها الثابت مع الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع. كما تدعو المجتمع الدولي إلى احترام التزاماته الأخلاقية والقانونية تجاه القضايا العادلة، وإلى العودة للمسار الأممي كالإطار الوحيد الشرعي لحل هذا النزاع، بعيدًا عن التدخلات المنحازة والدبلوماسية المشبوهة.