بقلم: رياض هويلي
بدون مقدمات، يعتبر إسقاط قوات الجيش الوطني الشعبي، ممثلة في قوات الدفاع عن الإقليم، لطائرة بدون طيار مسلحة اخترقت الأجواء الجزائرية في ظرف حساس أمنيا وسياسيا، إقليميا ودوليا، وتوقيت خطير: مطلع صباح عيد الفطر المبارك. إنجازا عسكريا وأمنيا كبيرا، يجب أن يكون مدعاة للفخر والاعتزاز بقواتنا البواسل، مصحوبة بكل آيات التقدير والدعم والإسناد الشعبي.
نفتخر ونعتز بجيشنا لأنه حقق ثلاث رسائل تشكل حجر الزاوية في المنظومة الأمنية والعسكرية والسياسية.
أول هذه الرسائل: جاهزية الجيش الجزائري، عالية جدا، في كل ربوع الجزائر المترامية الأطراف، والمتعددة التضاريس، وبكل قواته برا، بحرا وجوا. هذه الجاهزية، ليست فقط على مستوى العدة والعتاد، التكنولوجيات الحديثة، وإنما هي أيضا تكوينا علميا وتدريبا عسكريا، واحترافية في الأداء ودقة في النتائج.
ثاني تلك الرسائل: أن القرار العسكري والسياسي، مفعل للتعامل مع أي اختراق للحدود بما يتناسب حسب طبيعة الاختراق، بمعنى أدق للذين تلتبس عليهم الأمور؛ عملية إسقاط الطائرة المسيرة المسلحة بتينزاواتين في الصحراء الكبرى بعد اختراقها للحدود الجزائرية بكيلومترين فقط، يعني أن أي اختراق للحدود الجوية أو البحرية أو البرية من أي طرف كان سيلقى ردا عسكريا قويا ومدمرا.
وخلاصة هذا الكلام: أن لهذه الأرض جنودا أشداء على الأعداء رحماء بينهم، لن يتركوا هذه الأرض تستباح ولو بشبر واحد.
ثالث رسالة: تفاعل الجزائريين بقوة مع خبر إسقاط طائرة مسيرة مسلحة اخترقت أجواء بلدهم في عمق صحرائه، في وقت يستعد فيه الشعب لاحتفالات عيد الفطر المبارك، وهي عادة فترة توصف بفترات التراخي. لكن جيشنا، بواسلنا، أسودنا، كانت على درجة كبيرة من اليقظة والفطنة والرصد والأداء البطولي، فلقت مساندة عموم الشعب وتأييده، مصحوبة بطمأنينة وأمن وفخر واعتزاز بمؤسسة الجيش وفروعها.
اطمأن الجزائريون على أمن بلدهم، وجددوا عزمهم على إسناد جيشهم، وتلكم قصة تروي للأعداء، وللمشككين، أن لهذا البلد حراس أعينهم لا تنام، أيديهم على الزناد، قلوبهم على الوفاء لشهدائنا الأبرار.
فتحية لأبطال الجيش الوطني الشعبي، وتحية لكل مواطن يؤمن ويعمل من أجل جزائر واحدة موحدة، أمنة، حرة، سيدة في قراراتها، حارسة على ثرواتها، قوية بشعبها، صلبة بمؤسساتها. متعددة في وحدتها، متنوعة في انسجامها.
هذه هي رسائل جنودنا من أقاصي الصحراء، وقد تلقفها مواطنونا في كل ربوع الجزائر، ووصلت لأعداء الجزائر، حيثما كانوا.. فليقرأ من أراد وليحلل من أراد، فالقاعدة الذهبية لبواسل الجزائر “تتعدى حدودك ينتهي وجودك”.