بلسان: رياض هويلي
في ظل هذا العالم الرخيس الذي لم يعد يستحي وهو يتفرج على إبادة شعب بأكمله وتقتيل أطفاله واستباحة نسائه وتعذيب شيوخه، وتهجير من ينجو من الموت، مع تدمير مقومات الحياة، تجدني أتساءل:
ألسنا في بحاجة إلى تيار سياسي متطرف في حب الجزائر؟ متطرف في الدفاع عن البلد ومصالحه؟ متطرف في إيمانه بأفضلية الجزائري بين شعوب العالم، بأحقية الثقافة والتاريخ الجزائريين في تبؤ المراتب الأولى بين ثقافات وتاريخ الأمم، بأولوية الإنتاج الجزائري على باقي المنتوجات؟
أتساءل وأنا أستند إلى تصريحات رسمية لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، القوة الأولى في العالم، وهو يسيتبح أرض شعب تصريحا وتلميحا، ويجعل منها سلعة تباع وتشترى! متجاهلا مئات الآلاف من الشهداء وملايين المواطنين المتشبتين بأرضهم؟
أتساءل، وأنا أستمع إليه يخاطب زعماء دول قائمة بذاتها، أقصد دول الجوار الفلسطيني وكأنهم، مديرين تنفيذيين في شركة هو رئيسها؟ سيقبلون احتضان الفلسطينيين المهجرين لما أتحدث معهم؟ يقولون: لا، لكن لما تحدث معم سيقبلون؟
أتساءل، عن حاجتنا إلى تيار سياسي متطرف – في حبه للجزائر، في حبه للشعب، في عشقه للحرية والكرامة والسيادة والاستقلالية- وأنا أشاهد الرجل الأول في الدولة الأولى على رأس العالم، يوقع مرسوما تنفيذيا لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية؟ لا يعترف بمجلس حقوق الإنسان الدولي؟
أتساءل، لأننا أمام آلة سياسية مدمرة تتجاوز آثارها ما خلفته حروب مجتمعة في عدة مناطق من العالم؟
أتساءل، لأننا مازلنا نؤمن بجدوى مجلس حقوق الإنسان الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي؟
أتساءل لأن فينا وبيننا من مازال يؤمن بخطاب الغرب المفترس: بحرية فرنسا، وأخوتها، وعدالتها، يؤمن بديمقراطيتها، رغم مجازرهم، مآسيهم، عندنا وفي إفريقيا وفي فلسطين وفي كل مكان وضعوا فيه قدما أو حركوا فيه لسانا أو نشروا فيه كتابا؟
العالم لم يعد آمنا، ولا يحتكم لقيم، ولا لمبادئ، ولا لأخلاق ولا لقوانين، لم تعد هناك هيئات قادرة على ضبطه والحفاظ على توازنه.
العالم بين أيد غير آمنة، لذى حان الوقت للتفكير في بدائل للحماية الذاتية، ولعل التطرف للجزائر، لأمن الجزائر، لسيادة الجزائر، لوحدة الجزائر، واحد من أدوات الحماية.