أخبار الوطن: صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن أبواب الجحيم ستفتح لمقاومة “حماس” إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى قبل توليه منصبه في الـ 20 جانفي المقبل، كيف تعلقون على ذلك؟
رائد ناجي: الرئيس ترامب معروف بتصريحاته وميوله الشديد لدعم الاحتلال ومع ذلك، أرى أن هذا التصريح، رغم اندفاعه، لن يؤثر بشكل كبير على الشعب الفلسطيني.
ما قدمه بايدن للاحتلال يفوق بكثير ما يمكن أن يقدمه ترامب، حيث وفر لهم الذخائر والإمكانيات المادية والأسلحة والدعم اللوجستي والمعلومات الاستخباراتية. وبالتالي، فإن هذا التصريح لن يُحدث فرقًا كبيرًا لدى الفلسطينيين.
يبدو أن ترامب يتجه نحو توسيع رقعة الاحتلال، بما يتماشى مع تصريحاته السابقة حول تصفية موضوع غزة وما عُرف بصفقة القرن. اليوم، يتعدى الأمر ذلك ليشمل الشعب الفلسطيني بأسره. كما أن هناك رسالة أخرى يمكن فهمها على أنها موجهة للمنطقة العربية بأكملها. في اعتقادي، هذا التصريح يأتي في إطار التخويف والتهديد فقط، لأن الولايات المتحدة لديها أولويات أخرى أهم، مثل مواجهة روسيا، التعامل مع الصين، التوترات في أفريقيا، بالإضافة إلى أولويات اقتصادية أخرى.
حسب اعتقادكم، هل تهديد “ترامب”، لـ”مقاومة حماس” سينهي بقبولها لإطلاق الأسرى المحتجزين لديها؟
لا أعتقد أن تهديدات وتصريحات “ترامب” ستؤدي إلى تدمير المقاومة، ما قُدم لنتنياهو من دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من عتاد وأسلحة لإبادة الشعب الفلسطيني والمقاومة، يفوق بكثير ما يمكن أن يقدمه ترامب. باعتقادي، ترامب يسعى للتخويف ومحاولة الضغط على الأطراف الفلسطينية، وربما لمحاولة تحريك الجانب الفلسطيني نحو قبول مفاوضات تتيح لنتنياهو الخروج من الأزمة التي وضع نفسه فيها.
لكن المقاومة لن تخسر شيئًا وستستمر، لأنها تدرك جيدًا أنه إذا وضعت سلاحها واستسلمت لمثل هذه التهديدات، فإن ذلك سيكون نهايتها، وهو ما لن تقبل به. لقد تعرضت المقاومة للعديد من التهديدات من نتنياهو، ونُفذت ضدها هجمات بصواريخ وأسلحة محرمة دوليًا، ومع ذلك استمرت في نهجها المقاوم.
كيف تتوقعون مستقبل الأوضاع في ظل هاته المعطيات؟
من الصعب اليوم الجزم أو التنبؤ بدقة بما قد يحدث قريبًا في المنطقة العربية، ولكن ربما يمكننا استشعار بعض ما تحدث عنه نتنياهو قبل شهرين ونصف أو ثلاثة أشهر، حين أشار إلى منطقة شرق أوسط جديد وتقسيم خارطة الشرق الأوسط الجديد. ما نشهده من أزمات في مناطق قريبة كسوريا ولبنان وغيرها يشير إلى توجهات جديدة بدأت تظهر في المنطقة العربية. يبدو أن هناك سياسة جديدة تجاه الشرق الأوسط قد تتجه نحو حسم الأمور من خلال تقسيم أطراف عربية وتوسيع رقعة الاحتلال، كما أشار نتنياهو.
الاستقرار في المنطقة العربية، وفق هذه الرؤية، لن يتحقق إلا عبر الولاء المطلق لأمريكا ودفن جميع حركات المقاومة. وما نشهده اليوم من محاربة لكل حركات المقاومة، بغض النظر عن توجهاتها أو أيديولوجياتها، هو في جوهره حرب ضد كل من يعارض، وبالتحديد ضد كلمة “لا”.
أما عن القضية الفلسطينية، فأعتقد أن ترامب سيتجه نحو تصفية القضية أو وضع أسس لتصفيتها، ربما من خلال ما يسمى بـ”صفقة القرن”، مع بعض التعديلات.