في إطار الإحتفالات المخلدة للذكرى الـ 70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة .01 نوفمبر (2024/1954)تحت شعار ” نوفمبر المجيد… وفاء وتجديد”.
أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم ، وبالتعاون مع المنظمة الوطنية للمجاهدين ، على افتتاح فعاليات الندوة التاريخية المخلدة للذكرى الـ 39 لوفاة رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية الأسبق المجاهد فرحات عباس والموسومة بـ : ” فرحات عباس ، من الإندماج إلى التحرر.” ، بقاعة المحاضرات” محمد “بوراس بالمتحف الوطني للمجاهد .
وبهاته السانحة ، أكد ربيقة:” على الأهمية البالغة لمثل هذه التظاهرات العلمية التي تسلط الضوء على شخصيات بارزة في تاريخ الجزائر.” مشيرا :” إلى أن هذه التظاهرة تهدف إلى دراسة الأبعاد الفكرية شخصية ” فرحات عباس” ، وتسلط الضوء على عمله ونشاطه السياسي والدبلوماسي، من زاوية التحول من رجل الإندماج إلى رجل التحرير.
وأوضح قائلاً: “في هذه التظاهرة العلمية، أردنا أن نسلط الضوء على محورين أساسيين. المحور الأول يتعلق بشخصية هذا الرجل الفذ في مسار التحرر في مشارف فترة الحركة الوطنية وفترة التحرير المباركة، حيث ندرس شخصيته. أما المحور الثاني فيتناول نشاطه الدؤوب، السياسي والدبلوماسي، الذي كان له دور بالغ الأهمية في تبليغ رسالة الجزائر وتدويل القضية الوطنية، وهو ما يشهد له التاريخ”.
كما أكد الوزير، على أهمية إقامة مجالس علمية مخصصة لتاريخ أبطال الجزائر، من فترة المقاومة الشعبية إلى الحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني، بهدف نقل رسالتهم وتجاربهم وأفكارهم. موضحا : “من المهم أن تصبح هذه التجارب مادة خام لتحسين الثقافة والتاريخ الوطني لدى أبنائنا وطلبتنا. إنها دعوة مفتوحة للمهتمين، من أساتذة وأهل اختصاص وباحثين، إلى دراسة هذه الشخصيات وإبراز أدوارها البارزة في تاريخنا الوطني”.
وفي ختام تصريحه، شدد الوزير ، على أهمية صون الذاكرة الوطنية، مشيراً إلى أن هذا من الأهداف السامية التي تسعى وزارة المجاهدين وذوي الحقوق لتحقيقها. وقال: “من الواجب أن نطوي سجل النسيان لذاكرتنا الوطنية، لا سيما أن الوزارة تعمل على صون هذه الذاكرة وتعزيزها للأجيال القادمة”
ومن جهته، صرح الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين, حمزة العوفي،قائلا:” فرحات عباس كان يناضل قبل اندلاع الثورة التحريرية، وكان له حزب سياسي يعبر من خلاله عن أفكاره وطموحاته للشعب الجزائري. ” مضيفا:” كان رجلاً مثقفًا، صاحب ثقافة عالية، يؤمن بالعلم والكلمة كوسيلة للنضال. ومع ذلك، انضم إلى الثورة عن قناعة تامة بعدما أدرك صعوبة الحال وحتمية النضال المسلح لتحقيق استقلال الجزائر.”
وأشار العوفي، إلى أن فرحات عباس،:” كان من بين العظماء الذين خلدهم التاريخ، حيث كان جزءًا من القيادة الثورية ومن مؤسسي الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، مع انطلاق الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر 1954، التي جاءت كامتداد لنضال طويل عبر الشعب الجزائري، لعبت القيادة الثورية دورًا محوريًا في تحديد المسار وتنظيم الجهود.” مضيفا:” في ذلك الوقت، كانت فرنسا تُعد من بين أقوى الدول في العالم، وكانت تُسيطر على الدول الغربية، واصفةً الثورة الجزائرية بأنها “ثورة شيوعية ولكن بفضل وجود قيادات كفؤ وأطر نضالية واصلت الكفاح منذ ما قبل الثورة، تمكنت الجزائر من مواجهة هذه الإدعاءات والمضي قدمًا نحو الحرية.”
هذا ولفت العوفي :” فرحات عباس، المثقف والمفكر، عندما عُيّن ضمن القيادة الثورية كجزء من الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، أصبح رمزًا للتنظيم والفكر الذي ساهم في إضاءة درب التحرير.” مضيفا:” كان فرحات عباس نموذجًا للمناضل الذي جمع بين الفكر والعمل، ليكون جزءًا لا يتجزأ من مسيرة النضال الجزائري من أجل الاستقلال.”