ترجمت رواية “سيدة المقام” للأديب واسيني الأعرج، للغة الأمازيغية تحت عنوان “لالاّ”، للمترجم سلطان صبري، حيث اعتبرها صاحب “الغجر يحبون أيضا”، خطوة مميزة أن يترجم الكتاب إلى لغته الوطنية.
علق الأديب واسيني الأعرج على صفحته الخاصة بالموقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، عن ترجمة روايته “سيدة المقام” إلى اللغة الأمازيغية، “جميل أن يُترجم الكاتب إلى الكثير من لغات العالم، لكن الأجمل أن يترحم إلى لغتي وطنه، الأمازيغية والعربية. شرف لي أن تجد روايتي من اشتغل عليها طويلا ليضعها تحت تصرف لغة أجدادي الأوائل: الأمازيغية”.
قال واسيني: “فاجأني المترجم المميز سلطان صبري بصدور رواية سيدة المقام باللغة الأمازيغية تحت عنوان: لالاّ. وستكون حاضرة في معرض الجزائر للكتاب سيلا من خلال قراءات متقاطعة عربية أمازيغية، ويتم توقيعها في معرض الجزائر يوم 03 نوفمبر، في جناح المحافظة الأمازيغية”.
الرواية كانت تجليا واضحا لأثر التفاعل بين الفن والوعي، وبين الذات والموضوع، فمن خلال هذا الموضوع استطاع واسيني الأعرج الكشف عن الأوضاع الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية الجزائر في التسعينيات متحاشياً في ذلك أسلوب المؤرخين إذا كان هذا العمل جملة من الأساليب التعبيرية التي صورت الواقع أنداك، من خلال تجسيد التصادم الاجتماعي والتحول الأيديولوجي الذي حدث في الجزائر بعد الانفتاح السياسي.
كتب على صفحات الرواية، “كنا نتدحرج في الشارع الذي كان يبحث عن وجه شهيده الضائع، حاولت أن أغير من جو المأساة، أوف من قال لنا إننا سنشرب الأنخاب في لحظات الحزن والألم؟ المدينة لم تعد لنا، وحمو الهبيل من زاوية لزاوية يبحث عن مكان يقبل هباله وجنونه .
حراس النوايا في المدينة ينتشرون مثل رياح الجنوب الساخنة، تعرفين أنهم لا يأتون إلا عندما تخسر المدينة سحرها وتعود بخطى حثيثة إلى ريفها الشفوي، الذي لا يقبل إلا بطقوسه، مدينة ساحلية، كانت تعشق الألوان ووقوقات النوارس البيضاء، صحَّرها بنو كبلون ويجهز عليها الآن حراس النوايا، القبعة الأفغانية ونعالة بومنتل والقشابية والمعطف الأمريكي من فوق، ونفي العصر والحضارة من ذاكرة الناس نتشممهم من بعيد، فنغير المعابر والطرقات، رائحة عطورهم القاسية والعنيفة تسبقهم عطر يشبه في قوته العطر الذي يسكب على جثث الأموات”.