اخبار الوطن: تعليقكم حول انطلاق تراس الجزائر، لدورية مجلس الأمن الدولي، والتي تسلط الضوء على القضية الفلسطينية وقضايا عربية وإفريقية؟
عبد الرحمان بوثلجة: أعتقد أن رئاسة الجزائر لمجلس الأمن في شهر جانفي ستكون ذات أهمية بالغة، خاصة للدول الإفريقية والدول العربية، حيث إن الجزائر تمثل هذه الدول. هناك الكثير من القضايا التي يمكن أن تُطرح في برنامج مجلس الأمن لهذا الشهر، مثل القضية الفلسطينية، حيث تم عقد اجتماع أمس لمناقشة الأوضاع في غزة، وخاصة العدوان الصهيوني على المستشفيات وقتل الأطفال والإبادة الجماعية، وغير ذلك. كذلك هناك قضايا أخرى مثل الوضع في السودان، الوضع في ليبيا، والوضع في سوريا أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، هناك اهتمامات أخرى للدول العربية والإفريقية يمكن أن تُطرح في برنامج المجلس لهذا الشهر وفي النقاشات العامة التي يجريها مجلس الأمن حول مختلف الأزمات في العالم.
- حسب رأيكم، ما الذي ستجنيه الجزائر للقضايا العادلة من خلال تراسها لهاته الدورية؟
الجزائر عضو منتخب في مجلس الأمن، ورغم أن رئاسة مجلس الأمن لا تمنح صلاحيات استثنائية، إلا أنها ستمنح الجزائر زخمًا سياسيًا من خلال رئاستها للجلسات والنقاشات المفتوحة. كما يمكنها أن تقدم مشاريع قوانين بالتعاون مع الدول الأخرى، خاصة الدول الـ 10 المنتخبة. من المتوقع أن يكون الوضع في فلسطين ذا أهمية كبيرة في برنامج الجزائر، بالإضافة إلى الوضع في السودان حيث تستمر الحرب الأهلية، وقد عانى الشعب السوداني كثيرًا بسببها. الجزائر ستبذل ما في وسعها لإنهاء هذه الحرب. كما أن الوضع في ليبيا، يعاني من تعطّل الحوار، وهناك أيضًا جهود لمكافحة الإرهاب في أفريقيا، خصوصًا في منطقة الساحل والصحراء. الجزائر قد تستفيد من رئاستها لمجلس الأمن لطرح قضية الصحراء الغربية وقضايا أخرى، بهدف الدفع نحو حلول وتسويات، حيث أن الدور الأساسي لمجلس الأمن هو الحفاظ على السلم والأمن في العالم. تأمل الجزائر في أن يؤدي الحوار بين الأطياف السورية إلى استقرار الوضع في سوريا، وإقامة حكومة شاملة تمثل جميع مكونات الشعب السوري.
- توقعاتكم لمصير القضية الفلسطينية، بحكم ان الجزائر تجعلها بشكل دائم على رأس أولويات بعثتها الدبلوماسية بمجلس الأمن؟
القضية الفلسطينية ستكون بالتأكيد أولوية الأولويات بالنسبة للجزائر خلال رئاستها لمجلس الأمن هذا الشهر. ستبذل الجزائر المزيد من الجهود من أجل وقف المجازر الصهيونية في قطاع غزة، والوصول إلى وقف إطلاق النار. والجزائر ستسعى إلى تكثيف الجهود للضغط على الكيان الصهيوني من أجل الالتزام بقرارات مجلس الأمن وقرارات الأمم المتحدة السابقة، والتي تدعو في مجملها إلى وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما ستسعى الجزائر إلى تقديم مجرمي الحرب الصهاينة إلى العدالة، رغم صعوبة ذلك نظراً لدعم الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبدرجة أقل بريطانيا، للكيان الصهيوني في كل المجالات. لكن الجزائر ستبذل الكثير من الجهود، خاصة في هذه الفترة التي تشهد مفاوضات بين الكيان الصهيوني والمقاومة. ومن المؤكد أن الجزائر ستفعل كل ما في وسعها لضمان أن تصل هذه المفاوضات إلى نهايتها، وتحقق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى من الطرفين.
سألته شهيناز شبور