أكد المهتم بالشؤون الوطنية والدولية، عبد الرحمان بوثلجة، أن التحركات التي يقوم بها الحوثيون منذ معركة “طوفان الأقصى” أثرت بشكل كبير على الوضع الإقليمي والدولي.
وأوضح أن الهجمات بالصواريخ والمسيرات التي أطلقتها جماعة الحوثي نحو المدن الإسرائيلية، وحققت بعضها إصابات مباشرة كما حدث في تل أبيب، تمثل تحولًا نوعيًا في مسار الصراع.
وأشار بوثلجة إلى أن الحظر الذي فرضه الحوثيون في منطقة البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن أسفر عن منع السفن المتوجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، مما تسبب في خسائر اقتصادية كبيرة للكيان الصهيوني، خاصة في ظل حاجته المتزايدة للمؤونة والأسلحة أثناء الحرب.
وأضاف أن الصواريخ التي تطلقها جماعة الحوثي تتمتع بتقنيات متطورة، بما في ذلك السرعة الفائقة، حيث تصل إلى أهدافها داخل الأراضي المحتلة في غضون 12 دقيقة، وهو ما يعكس تطورًا كبيرًا في قدراتها العسكرية.
كما أشار إلى فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” في اعتراض هذه الهجمات، ما شكل تحديًا كبيرًا للكيان الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بالتصعيد العسكري، أكد بوثلجة أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء والحديدة تأتي ردًا على الدعم الذي يقدمه الحوثيون لغزة،
مشيرًا إلى أن هذه العمليات تزامنت مع مسيرات مليونية في اليمن تضامنًا مع الفلسطينيين.
كما أشار بوثلجة إلى أن الحوثيين اتخذوا خطوات جريئة في فرض الحظر على السفن واستهداف البوارج الأمريكية، رغم الهجمات الجوية التي شنتها القوات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية على اليمن.
وأضاف أن الحوثيين أعلنوا مواصلة دعمهم لغزة حتى وقف الحرب، مستفيدين من تضاريس اليمن الجبلية وخبرتهم العسكرية المكتسبة خلال سنوات الصراع.
واختتم بوثلجة تصريحه بالإشارة إلى الاتهامات الموجهة لإيران وروسيا بدعم الحوثيين تقنيًا وعسكريًا، متوقعًا استمرار الهجمات الحوثية حتى التوصل إلى اتفاقيات لتبادل الأسرى أو وقف شامل للحرب.
لكنه أكد أن الحل للأزمة اليمنية لن يتحقق إلا بجهود دولية وإقليمية مشتركة بين الدول العربية وإيران لتحقيق الاستقرار وإنهاء معاناة الشعب اليمني.
عماد الدين بن جامع