كشفت، أول أمس، السّلطة المستقلة للانتخابات عن خمسة مؤهَّلين لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، في انتظار الكلمة الفصل للمجلس الدستوري. و انكشفت معها عورات ما يسمى مجازا “النُّخب”، التي لم تتمكن من الدفع بمن يمثّلها إلى مضمار السباق، واكتفت بالنُّواح والنَّحيب؛ فبدا المشهد – خاصة في الفضاء الأزرق – مقززا ومنفرا وغير مطمئن بالمرّة. نخب استكانت مند الاستقلال للانقياد. فبدل أن تكون القاطرة التي تقود التغيير وتُمسك بزمام البلاد في الاقتصاد والسياسة كما في الاجتماع، قبلت بأن تكون أداةً في يد طبقة سياسية تمثِّل المنفعة في أبشع صورها، واستكانت لأدوار تبرِّرُ سياسات الفشل مقابل امتيازات يسيرة، وغالبا ما كانت أذرعا لعصابات الحكم. وقد اتضح بشكل جَلي أنها ترفض التخلي عن هذا الدور.
نخبة رفعت عقيرتها في الأسابيع الأخيرة مخدرة من عودة وجوه العصابة إلى السلطة، لكنها عجزت عن أن تكون بديلا لتلك الوجوه، وها هي تكتفي بالنحيب والأخطر من ذلك فقد كانت الأداة التي سوَّد بها النظام في كل مراحل الدولة الجزائرية المستقلة بعض القامات من النخبة نفسها والتي كان يمكن أن تكون بديلا محترما ومقبولا لما هو كائن. إن تجربة الأشهر الأخيرة أبانت عن ضحالة تأثير النخب في الشارع وهي التي اكتفت بمسايرة الحَراك وأخفقت في توجيهه بحجة أن لا أحد يمثل الحراك وهي حجة مهزوزة. يكفي أن ننظر غير بعيد، فنخب تونس دفعت برجل منها إلى القمّة وقد بلغها ونخبنا سوف تكتفي بالاختباء وراء جدران “الفايس بوك”، وسبّ من تقدم إلى قيادة البلاد وهذه مَعَرة من معرات النّخب في الجزائر، للأسف الشديد!