واصل المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، اليوم الخميس، في الجزائر العاصمة، تنظيم فعاليات الملتقى الوطني بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، حيث شهد اليوم الثاني من الملتقى جلسات علمية وندوات تناولت مختلف جوانب الثورة الجزائرية، التي تمثل حدثًا فارقًا في تاريخ الجزائر والعالم.
وفي كلمته الافتتاحية، أوضح المدير العام للمعهد، عبد العزيز مجاهد، أن الملتقى الذي استمر على مدار يومين هدف إلى دراسة وتحليل المسار الثوري الذي سطرته الجزائر، مشيرًا إلى أن هذه الثورة المجيدة استطاعت أن تحقق معجزات، وتميزت عن باقي الثورات العالمية.
وأضاف مجاهد: “تاريخ الجزائر عبارة عن سلسلة من الأحداث المتشابكة التي تستحق كل واحدة منها أن تدرس بشكل معمق لفهم أسرار عظمة هذه الثورة الشعبية التي انطلقت من رحم الشعب وأدت إلى تحقيق الاستقلال والحرية.
وأكد مجاهد في سياق حديثه على أهمية إحياء هذه الذكرى، مبرزًا الدور الكبير الذي يلعبه المعهد في بناء ذاكرة وطنية تتناول أبعاد الثورة التحريرية عبر التنسيق مع مختلف القطاعات مثل التعليم العالي والثقافة والدفاع الوطني والإعلام.
وقال: “إن بناء ذاكرة وطنية يتطلب عملًا دؤوبًا ومتواصلاً على مدى طويل، لتغطية كافة جوانب الثورة العظيمة التي امتازت، من بين ما امتازت به، بتنظيمها المحكم ووحدة الفكر والعمل الذي جمع بين صفوفها”.
وفي إطار الملتقى، تم تنظيم جلسات علمية تناولت جذور ثورة التحرير وعظمتها من خلال تتبع المحطات الفكرية والتاريخية التي أسهمت في تشكيل هذا الحدث الاستثنائي.
كما تطرقت المداخلات إلى استمرارية قيم الثورة بعد الاستقلال، ومرحلة بناء الدولة الوطنية، يتواصل الملتقى بتقديم المزيد من المداخلات العلمية التي تسلط الضوء على دور ثورة أول نوفمبر في تشكيل هوية الجزائر الحديثة”، وتعزيز الوعي الجماعي بالقيم التي تأسس عليها هذا الكفاح البطولي.