بلسان: رياض هويلي
لم يعد الغضب كاف أو مسيطر على الناس جراء استمرار آلة الموت في فرم أجساد الفلسطينيين والتنكيل بها بأبشع الطرق، بل ورميها في الشوارع والطرقات لكي تنهشها الكلاب الضالة، فالعدو الذي اختص بقتل الناس وتدمير مظاهر الحياة، حرك آلاته الدعائية عربية الجنسية صهيونية الهوى، وأخرى غربية الجسد صهيونية الروح لقيادة حرب إعلامية نفسية هدفها قتل مشاعر المشاهد، وزرع فيه الاعتياد والتعود على مشاهد الدم والدمار، أصوات القصف وأنين الأطفال تحت الردم والأنقاض.
هل أصبحنا متعايشين مع الموت؟ هل ألفنا طعمه، مشاهده؟ هل ماتت أحاسيس الإنسان فينا، مقابل ازدياد جنوحنا إلى الوحشية؟
يموت الفلسطينيون يوميا بالمئات، بالآلاف، وتعدم مظاهر الحياة بوحشية لم يحدثنا عنها التاريخ القديم ولا الحديث، ومع ذلك يستمر العالم، كل العالم، في الاحتكام إلى قانون الصمت(الأوميرتا)، صمت الخيانة، خيانة الإنسان لفطرته السليمة. صمت الانحراف، انحراف الإنسان نحو الوحشية!
تستمر آلة القتل الصهيو-أمريكية في إبادة الفلسطينيين، أمام كاميرات العالم، ويستمر هذا العالم الخبيث في الحديث عن قيم، وأخلاق وقوانين، يعقد اجتماعات وندوات ويحاضر على ضفاف أنهار الدماء التي لم تجد من يقول كفى.
العالم لم يعد بخير، والإنسان لم يعد إنسانا، لقد أصبح بعد السابع من أكتوبر كائن مخيف فقد السيطرة على نفسه، إنه وحش مارد.
الغرب لم يعد رمزا للحضارة والرقي، لقد تحول إلى آلة دورها فرم الشعوب ونهب خيراتها.
المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية لم تعد مراكز لصنع السلام وتطبيق القانون، بل أصبحت نوادي لشرعنة جرائم عصابات تقود دولا.
العالم لم يعد بخير، والإنسان لم يعد إنسانا، لذلك لا حياة للفلسطينيين وبقايا الإنسانية، خارج المقاومة. مقاومة من أجل العودة إلى الإنسانية، من أجل الاحتكام إلى القيم. من أجل الحياة. فتحية للفلسطينيين خصوصا، ولكل مقاوم في زمن، لم يعد العالم عالما ولا الإنسان إنسانا.