يشارك الكاتب رفيق طيبي في الطبعة الـ 24 من الصالون الدولي للكتاب، المزمع تنظيمه من 30 أكتوبر إلى 9 نوفمبر بنادي الصنوبر البحري، بروايته الثالثة “ليل الغواية” الصادر عن دار خيال للنشر والترجمة.
كتب على غلاف الرواية “ليل الغواية”، ليس سهلا أن يضع كاتب كرسي الرصد والتأمل أمام حيوات غير مرتبة ويطيل الجلوس والتمعن في تفاصيل تستهلك قدرته على التضامن مع الإنسان حيثما وجد. أن نكتب عن حالات متقدمة في القلق، الحميمية، الجنون والشغف وكل ما هو إنساني وقابل للمقاربة سرديا فنحن أمام مهمة معقدة وجسيمة في خضم مُساءلات أخلاقية واجتماعية تعيد الكتابة إلى المربع الأول وتحول دون تفكيك مايبدو غامضا وبحاجة للإضاءة.
اجتهد “طيبي” في هذا النص ليعيد صياغة واقع معروف، بحثا عن متع متخفية في التفاصيل، فينبش في قصص المعطوبين وضحايا الحياة والمسلوبين حرّيتهم ليصوغ رواية مليئة بالمغامرة والأحداث المتجاوزة للعادي، فيكتب سيّرا مهووسة بالحياة وشروطها المعقدة تجاه غوايات يتعثّر بها المتمسكون بإملاءات أهواء يرفضها السياق العربي ويخصّبها في نفس الوقت.
وسبق للكاتب والشاعر الجزائري رفيق طيبي أن أبدع في روايته “257”، الصادرة عن دار الماهر للنشر والتوزيع، “257” ليس مجرد رقم فقط عند رفيق طيبي، ولم يختاره بعشوائية ولم ينسجه من الخيال، بل يمثل أكثر الأرقام شؤماً في الماضي القريب، إذ ارتبط بالأربعاء الأسود الذي حدثت فيه أكبر كارثة جوية في تاريخ الجزائر.
أعاد رفيق طيبي تمثيل كارثة سقوط الطائرة العسكرية الجزائرية في روايته “257”، كان أبطالها 7 شخصيات حقيقية وخيالية، وكل شخصية منها كانت فصلاً من فصول الرواية، تروي الدقائق الأخيرة قبل تحطم الطائرة، ومعها تحطم قلوب ملايين الجزائريين، في تلك الدقائق الأخيرة من حياة أشخاصها الـ7، عالجت الرواية الحالة النفسية لكل واحد منهم، وأجابت عن تساؤلات لم تطرحها، مثل: كيف يفكر ذلك الشخص في تلك اللحظة؟ وماذا يقول عندما يعرف أن دقائق فقط تبقت من حياته؟.
قائد الطائرة المقدم إسماعيل دوسان، كان من أبرز الشخصيات التي ركز عليها رفيق طيبي في روايته، خاصة أنه تحول إلى بطل قومي في الجزائر، بعد أن نجح في تجنيب سقوط الطائرة فوق منطقة آهلة بالسكان.
وبالسرد الأدبي نفسه، أجاب صاحب الرواية على أسئلة لم يطرحها في روايته، حاكى من خلالها تصرف قائد الطائرة، من بينها: كيف تصرف مع الكارثة بعد 20 عاماً من الطيران؟ وكيف فكر في طلب ترديد الشهادتين من الركاب؟ لتنتقل الرواية فيما بعد إلى سلوك وردة فعل الركاب، ودور خلفيتهم الدينية في تلك اللحظات المرعبة عند استعدادهم لموت محتوم، مستعيناً في بعض تفاصيلها بأفكار خيالية.
من أبرز الأعمال الأدبية التي قدمها “طيبي” كتاب “عاصفة العاطفة” ورواية “الموت في زمن هش”، إضافة لكتاب “أعراس الغبار”، الذي جمع فيه نصوصه الشعرية عام 2017، وسبق له الحصول على جائزة الرئيس الجزائري للمبدعين .