قال الروائي واسيني الأعرج لـ “أخبار الوطن”، أنه يسعد كثيرا بترجمة روايته “سيّدة المقام” إلى اللغة الأمازيغية، المعنونة بـ “لاّلاّ” موضحا أن المترجم كان دقيقا في اختيار العنوان.
حلّ الأديب والأكاديمي واسيني الأعرج، ضيفا على مقهى الأوبرا، الذي يعد فضاء جديد تعززت به أوبرا الجزائر بوعلام بسايح، كمبادرة متميزة، وسط حضور متنوع من أصدقاء الأديب وعائلته إلى جانب محبين كتاباته والأسرة الإعلامية.
تحدث صاحب “الغجر يحبون أيضا” ظل أوبرا كارمن في الرّواية، مطولا عن حثيثات الرواية التي قال فيها الأعرج أنها مبنية على أوبرا ومستندا فيها على الموسيقى، معرجا بحديثه على البطلة الرواية كارمن الغجرية وبتحديد عن قوة شخصيتها وسحر كلامها مع العسكري الذي كان ينوي أن يقودها إلى السجن بعد مناوشات مع عاملات مصنع السجائر الذي كانت تشتغل فيه ليقع في حبّها، ولم تمكث طويلا العلاقة بينهما وصار الحب كرها، للتسقط في ثمار الحب من جديد وتقتل على يد حبيبها الثاني بالسكين.
يصرح واسيني أن رواياته لا تنطلق من الخيال إنما تستند على التاريخ مع لمسات إبداعية من الخيال الروائي، فقصة الغجرية كارمن من وحي الواقع انطلقت ليكتب عنها في صفحات روايته أوبرا كارمن.
وفي سؤال لـ “أخبار الوطن”، أبدى واسيني الأعرج تأثيره الشديد بترجمة روايته “سيّدة المقام” إلى اللغة الأمازيغية حيث قال: “المترجم تعامل مع الرواية وكان دقيقا في اختياره العنوان “لاّلاّ”، حيث وجد مترجمها للغة الفرنسية صعوبة كبيرة في إيجاد العنوان المناسب لها، وهو اعتراف بأفاق اللغة الأمازيغية كلغة الأم”.
مضيفا الأعرج: “ربما كان اختيار ترجمة “سيّدة المقام” إلى الأمازيغية، هي أوبرا البربرية الموجودة في طيات الرواية، فالقصة حدثت في التسعينات تحكي عن فاطمة أيت عمروش والملحن إقربوشن، فكانت صورة العنف في الجزائر في العشرية السوداء وتصارع الفتاة معهم وهي تمارس فنها كراقصة بالي، وعليه أؤمن أنه حين يصمت الجميع الفن لا يمكن أن يتوقف”.
مؤكدا واسيني، أن الخلفية الموسيقية حاضرة في “رماد الشرق”، حيث انطوت هي الأخرى على أوبرا افتراضية من نسج خيال الكاتب، في رواية تدور أحداثها عن تقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة.
مبرزا أن الرواية بالنسبة له هي البحث، وهو ما كان في روايته عن مي زيادة، القامة الثقافية والفكرية التي فاقت تفكير الرجال في وقتها، التي اتهمت بالجنون زورا، حيث اشتغل لمدة أربعة سنوات عن مي زيادة، وفي تلك الفترة استطاع زيارة بيتها في الناصرة حيث تعانقت الأديان بالمسجد والكنيسة القريبة من بيت الكاتبة.