يسوق الكيان الصهيوني المدعوم امريكيا ؛لسردية الحق في الدفاع عن النفس ؛في الوقت الذي يغتال يوميا المئات من الاطفال والنساء العزل في غزة ؛دون مسائلة . وغالبا ما يستغل حوادث معينة لتوجيه الراي العام الدولي بعيدا عن المجازرالتي يرتكبها في قطاع غزة. وحادثة مجدل شمس ؛البلدة السورية المحتلة تقع ضمن هذا النسق الذي يتخده الكيان العبري ؛في محاولات تخفيف اثرالانتكاسة التي يعيشها بسببالمقاومة الشديدة في القطاع وايضا في مواجهة حزب الله اللبناني . ولم تكن حادثة سقوط الصاروخ المجهول الهوية التي أسفرت عن مقتل 12 شخصا،في وقت كان نتنياهو في قلب البيت الابيض محض صدفة ؛وتممباشرةتوجيه الاتهام لحزب الله رغم أن هذا الأخير نفى تورطه في الحادث ، وبدا الوعيد الصهيوني الامريكي بالرد على هذا الهجوم، الأمر الذي ينذر باندلاع حرب إقليمية خصوصا في ظل وجود عدة مؤشرات تدل امكانية اندلاع حرب حقيقية بينالطرفين في اي وقت؛ وخاصة بعد شروع شروع الدول الغربية في إجلاء رعاياها من لبنان ما يطرح أكثر من تساؤل حول مصير منطقة الشرق الأوسط في قادم الأيام.
طاوس.ز/ الوكالات
الكيان الصهيوني يتوعد بالرد
يبدو من خلال هذه الحادثة، أن الكيان الصهيوني يحاول تغطية جرائمه في غزة بأية طريقة حتى ولو عن طريق إيجاد سيناريوهات مشبوهة، من اجل توجيه أنظار الرأي العام العالمي لما ما يحدث من مجازر إبادة في حق المدنيين العزل في غزة منذ 9 أشهر، والدليل عدم تبني أي جهة مسؤوليتها لهذا الحادث الذي أسفر عن وفاة 12 شخصا اغلبهم من الأطفال من الدروزالذين يقبعون تحت الاحتلال الصهيوني للجولانالسوري ، في حين نفى حزب الله مسؤوليته عن الحادث و قال” إن صاروخا اعتراضيا صهيونيا سقط على “مجدل شمس” وإنه أبلغ الأمم المتحدة بذلك”، لكن الكيان يصر على تحميل الحزب المسؤولية متوعدا إياه ولبنان بـ”دفع ثمن باهظ“
وقال نتنياهو في فيديو إن “حزب الله سيدفع ثمنا باهظا.. ثمن باهظ لم يدفعه حتى الآن”، وأضاف “أن الكيان لن يصمت عن الهجوم المروع” .و حسب مصادر عبرية فإن الاجتماع الأمني الصهيوني لبحث الرد على حزب الله انتهى، مشيرة إلى تفويض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه لاتخاذ قرار الرد .
إيران تحذر من مغبة مهاجمة لبنان
ومع تصاعد التهديد والوعيد الصهيوني لحزب الله اللبناني، والغارات التي شنها جيش الاحتلال الصهيوني على البقاع وجنوب لبنان ، حذرت إيران الكيان الصهيوني من مغبة مهاجمة لبنان، وقالت الخارجية الإيرانية في بيان أصدره المتحدث باسمها ناصر كنعاني إن طهران “تحذر من تداعيات غير متوقعة لأي مغامرات جديدة من الكيان الصهيوني تجاه لبنان بذريعة حادث “مجدل شمس”، وأضاف البيان أن “أي خطوة حمقاء من جانب الكيان الصهيوني يمكن أن تؤدي لتوسيع رقعة الأزمة والحرب بالمنطقة”، وتابعت الخارجية الإيرانية “أن الكيان الصهيوني يسعى عبر طرح سيناريوهات وهمية إلى تشويش الرأي العام بشأن جرائمها في غزة، مشيرة إلى أن حزب الله اللبناني نفى مسؤوليته عن قصف قرية مجدل شمس في الجولان المحتل“.
الغرب يحذر من توسع رقعة الحرب ويدعو رعاياه إلى مغادرة لبنان
أثار الحادث الذي وقع في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، ردود فعل دولية وإقليمية عديدة تراوحت بين الإدانة والدعوة لضبط النفس والتحذير من توسع رقعة الحرب في المنطقة.
فقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” مقتل 12 مدنيا في قرية مجدل شمس الدرزية، داعيا كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد آخر، وأضاف “يجب وقف تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق فورا وعلى كل الأطراف الامتثال لالتزاماتها بالقانون الدولي“
ومباشرة اته المتحدث باسم البيت الأبيض حزب الله بتنفيذ الهجوم، مشيرا إلى أن واشنطن تجري مناقشات مستمرة مع الكيان الصهيوني واللبنانيين منذ وقوع الحادث وتعمل على حل دبلوماسي لوقف الهجمات على الحدود اللبنانية الصهيونية.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد أكد أن الولايات المتحدة لا تريد للصراع أن يتوسع، وقال “نجري حوارا مع الكيان الصهيوني” بهذا الشأن، وأضاف “كل الدلائل تشير إلى أن الصاروخ الذي ضرب الجولان كان من حزب الله”، مؤكدا التزام بلاده بدعم حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن مواطنيها”، كما قال إن وقف إطلاق النار في غزة سيكون فرصة لتحقيق هدوء دائم على طول الخط الأزرق بين الكيان الصهيوني ولبنان.
وأعلنت فرنسا بدورها إدانتها للهجوم، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد عسكري، وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -في اتصال هاتفي برئيس الوزراء الصهيوني أن باريس “ملتزمة بالكامل القيام بكل ما هو ممكن لتجنب تصعيد جديد في المنطقة”، بحسب ما أفاد الإليزيه.
من جانبه، أدان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الغارة على مرتفعات الجولان المحتل، معبرا عن “قلقه العميق” إزاء خطر حدوث مزيد من التصعيد، كما حذرت الخارجية المصرية من خطر فتح جبهة حرب جديدة مع لبنان في أعقاب ضربة مجدل شمس.
من جهة أخرى ولتجنب تداعيات الحرب، دعت السفارة الأميركية في العاصمة بيروت رعاياها لمغادرة لبنان في أسرع وقت، كما دعت رعاياها ممن لا يريدون المغادرة إلى الاستعداد للبقاء في أماكنهم لفترة طويل، من جانبها ألمانيا تدعو لتجنب التصعيد وتنصح رعاياها بمغادرة لبنان عاجلا، و قال متحدث باسم الخارجية الألمانية، ندعو كل الأطراف خصوصا إيران إلى منع التصعيد بعد هجوم الجولان، أما فرنسا فقد أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية تعليق رحلاتها بين مطاري باريس وبيروت في لبنان يومي 29 و30 جويلية الجاري.
المحلل السياسي الفلسطيني رائد ناجي لـ”أخبار الوطن”: “مجدل شمس” هي شماعة لضرب بيروت ومحاولة من الكيان للتنفيس عن فشله في غزة”
- الكيان الصهيوني يهدد بالرد على حادثة “مجدل شمس”، في رأيكم إلى ما يهدف من وراء توسيع رقعة الحرب إلى جبهة لبنان ؟
طبعا الاحتلال اليوم يسعى بشكل كبير جدا إلى استغلال حادثة مجدل شمس رغم أن القرية هي قرية سورية بالدرجة الأولى وهي من الدروز الذين رفضوا أصلا التهويد والانضمام إلى جيش الاحتلال أو حتى حمل جنسيته، وهذا يشير أن الاحتلال تلقى دعما كبيرا جدا من الولايات المتحدة الأمريكية و التصفيقات الخمسون التي حصل عليها نتنياهو في الكونجرس هي كافية ربما -حسب الاحتلال- لان يتوسع في المنطقة وينهي هذا الصراع .
الصراع في المنطقة موقوف بإعادة الردع لهذا الاحتلال، والاحتلال طبعا عندما تكسرت معدلات الردع لديه، اليوم يريد أن يحدث شيئا في المنطقة، طبعا بعد دعم غربي و في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وحتى أطراف عربية، وبالتالي الاحتلال يريد أن يوجه الضربة وان يخلط هذه الأوراق وأن يزيد هذه المساحة طبعا لينفس عن غضبه في غزة أولا ،وليبرر هذا الفشل الذريع منذ عشر شهور في غزة ، باعتقادي أن الاحتلال ذاهب لهذا الموضوع ،وان كانت الولايات المتحدة الأمريكية تضغط بشدة بالا تتوسع رقعة الحرب وخاصة بعد الخطاب الإيراني وخطاب وحدة المقاومة ودول المحور، إذن البعض اليوم يرى أن الموضوع ليس بين حزب الله فقط وبين المقاومة في لبنان وإنما هي بين محاور قد تؤجج منطقة الشرق الأوسط.
- في حالة تنفيذ الكيان لتهديداته، ما هي انعكاسات ذلك على منطقة الشرق الأوسط خصوصا وأن إيران حذرت من ذلك؟
طبعا رقعة الحرب أولا ستتوسع، لأن قدرات حزب الله كبيرة جدا، وقد هدد الحزب، بأن الرد سيكون وضع معادلة جديدة أو مرحلة جديدة للرد على هذا الاحتلال، المدني بالمدني و المستشفى بالمستشفى وأن المطار بالمطار ومحطات الوقود بمحطات الوقود، و الحزب سيتعاون بشكل أكثر فعالية لمقاومة هذا الاحتلال و لا نستبعد أيضا استهداف قواعد أمريكية تدعم هذا الاحتلال أو حتى القواعد التي يستخدمها الاحتلال في داخل مناطق عربية أو حتى مناطق غير عربية، وأيضا لا يستبعد أيضا أن يتم قصف قوات عسكرية أمريكية حتى في المنطقة العربية وخاصة بعض الدول العربية الذي تواطأت، فباعتقادي هذا الموضوع سيحرك المنطقة وسيخلط أوراقها، وأنا أستبعد أن يشن الاحتلال هجوما واسعا وإنما هجوما بسيطا، وان كان موضوع “مجدل شمس” هي شماعة لضرب بيروت ومحاولة تأليب الرأي في داخل بيروت في ظل وجود خلافات مع حزب الله داخل الحكومة اللبنانية، ربما أراد اللعب عليها من الجانب النفسي أكثر، علما أن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى أن يكون رد لحزب الله أعلى بكثير من مستوى رد الاحتلال أو ضربات الاحتلال وبالتالي قد يجر المنطقة ربما إلى حرب شاملة و لهذا هي تتفادى توسيع رقعة الحرب.
سألته: طاوس.ز
البرلماني كمال بن خلوف لـ”أخبار الوطن”: “الكيان الصهيوني يريد خلط أوراق المنطقة “
أوضح النائب البرلماني كمال بن خلوف وعضو المكتب الوطني في حركة البناء، أن الكيان الصهيوني يعتمد سياسة ضرب الطوائف لإحداث فتنة داخل لبنان، وذلك بغرض التغطية عن الهزائم التي تلقاها في غزة، مشيرا أن هذا الأخير عجز عن الخروج من النفق بعد فشله في توقيع أي صفقة تبدي نجاحه بعد عملية طوفان الأقصى.
وأشار بن خلوف، في اتصال مع “أخبار الوطن” أمس، أن نتنياهو من خلال هذه الحادثة، يريد شحذ همم الامريكيين من أجل تزويده بالسلاح والأموال وكسب استعطاف الغرب من أجل التمويه بأن الكيان يتعرض لخطر كبير، رغم أن كل التقارير الإعلامية في العالم لم تجزم بأن حزب الله وراء الحادث، وهذا الأخير لو ضرب لا يستهدف البشر بل المقرات العسكرية والمنشآت، إذن هي خديعة صهيونية لتوسيع رقعة الحرب لتصبح إقليمية، يقول المتحدث.
وعن هذه النقطة قال النائب بن خلوف، إن أمريكا لا تريد حربا إقليمية لأن قواعدها العسكرية في مرمى صواريخ حزب الله والحوثيين وغيرها، مؤكدا أن الجناح المتطرف داخل الكيان الصهيوني يريد خلط وأوراق المنطقة والكثير من الدول، من أجل الاستفادة من فرصة للانتعاش، وما يمكن قوله “أن التوازنات الدولية متهيئة للحرب وفي حالة اندلاعها ستأتي على الأخضر واليابس ولن ينتصر أي طرف أمام هذا الوضع الدولي المتأزم” ختم بن خلوف.
طاوس.ز