اعتمد مجلس الأمن الدولي من خلال لجنة مكافحة الإرهاب التابعة له، مجموعة من المبادئ التوجيهية التي ستُعرف منذ الآن باسم “المبادئ التوجيهية للجزائر”.
ويُعتبر اعتماد “مبادئ الجزائر” بشأن تمويل الإرهاب باستخدام التكنولوجيات الحديثة إرثًا ملموسًا لنهاية السنة الاولى لعهدة الجزائر، ويمثل إسهامًا تاريخيًا في تعزيز السلم والأمن الدوليين.
ويضاف هذا الإنجاز الدبلوماسي البارز، إلى النجاحات السابقة التي حققتها الجزائر، خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن، والذي جاء نتيجة عملية تفاوض مكثفة ومضنية استمرت عامًا كاملًا تحت الرئاسة الجزائرية للجنة مكافحة الإرهاب.
كما يعكس اعتماد “مبادئ الجزائر” ثمرة عمل دؤوب وتعاوني، تخللته مشاورات معمقة بين خبراء من دول متعددة، و تطلب تنسيقًا دقيقًا مع الهياكل الوطنية لكل دولة عضو لضمان الانسجام مع المعايير الدولية.
وقد واجه إعداد هذه الوثيقة تحديات كبيرة، تضمنت الوصول إلى حلول وسطية صعبة بشأن العديد من أجزاء النص، لتعكس تنوع وجهات النظر ضمن المجتمع الدولي. ويُظهر هذا النهج، الذي اتسم بمستوى تقني رفيع، الجهود المبذولة للتوفيق بين الابتكار الأمني واحترام السيادة الوطنية.
الأكيد أن هذه العملية أبرزت قدرة الجزائر على حشد وتوحيد الجهات الفاعلة الدولية حول مبادئ أساسية، مع الحفاظ على التوازن بين التقدم التكنولوجي والضرورات الأمنية. فالمبادئ التوجيهية تستجيب للقلق المتزايد للمجتمع الدولي بشأن استغلال الجماعات الإرهابية للتكنولوجيات المالية المبتكرة. وتطرح نهجًا شاملًا ومتوازنًا يمكّن من الاستفادة من مزايا التكنولوجيات الحديثة مع تعزيز قدرات الدول على منع ومكافحة إساءة استخدامها لأغراض إرهابية.
إن إدراج اسم الجزائر من خلال هذه لمبادئ في الوثائق الرسمية لمجلس الأمن يُكرّس التزام الجزائر الدائم بمكافحة الإرهاب ودورها القيادي في هذا المجال.
كما يمثل هذا الإنجاز إرثًا تٌستذكر به الجزائر في مجلس الأمن وفي المحافل الدولية ذات الصلة، يعكس خبرتها المعترف بها عالميًا وقدرتها على حشد المجتمع الدولي حول القضايا الأمنية الحيوية.
تقترح الوثيقة المعتمدة نهجًا عالميًا يتمحور حول أربع ركائز استراتيجية: تحليل المخاطر الناشئة، تكييف الأطر التنظيمية، تعزيز آليات الكشف، والتقييم المنهجي لفعالية التدابير المتخذة. وتجسد هذا الهيكل الرؤية الجزائرية لتحقيق استجابة متوازنة للتحديات الأمنية المعاصرة.