أكد المختص في الشؤون المغاربية والإفريقية، مصطفى أيت موهوب، لدى نزوله ضيفا على برنامج “نقاش هادئ” عبر منصات “أخبار الوطن”، أن “فرنسا دائما كانت عرابة كل المشاريع المغربية في قضية الصحراء الغربية”، مشيرا إلى أن القضية الصحراوية لن تموت طالما أنها تمثل مطلب شعب يسعى للاستقلال والحرية.
وأوضح أيت موهوب أن الصحراء الغربية تعد آخر مستعمرة في أفريقيا، ما يجعلها حاضرة على الأجندات الدولية رغم اختلاف السياقات التاريخية والسياسية، مؤكدا أن الأمم المتحدة لم تقم بدورها الكامل تجاه القضية الصحراوية، وأن وعودها للشعب الصحراوي لم تتحقق، مما أبقى القضية في حالة جمود خلال السنوات الأخيرة.
وأشار محدثنا إلى أن بعض الدول، ذات النفوذ الإفريقي الكبير، بدأت مؤخرا بإعادة النظر في القضية الصحراوية، مستشهدا بفرنسا التي قال إنها جعلت من القضية الصحراوية محورا في سياستها الخارجية، معتبرة إياها أداة لتحقيق توازن استراتيجي في شمال أفريقيا.
وتطرق أيت موهوب إلى الدعم الفرنسي للمغرب على مدار عقود، قائلا إن فرنسا لم تتوقف عن دعم المغرب، سواء كان ذلك عبر الأمم المتحدة أو غيرها من المنصات الدولية، مستذكرا واقعة اعتراض فرنسا القوي على اقتراح أميركي بتوسيع مهام بعثة “مينورسو” لتشمل حقوق الإنسان، ما أكد تمسك فرنسا بدعمها لمصالح المغرب.
واعتبر أن فرنسا، بعد خسارتها مناطق نفوذ مهمة في أفريقيا، وخاصة دول الساحل، تعود مجددا إلى المغرب كـ”صمام أمان” جديد لها في المنطقة، مشيرا إلى أن المغرب بات حاملا لمواقف فرنسا في أفريقيا، ووسيلتها للتأثير في الاتحاد الأفريقي وآلياته.
وفيما يتعلق بالمشهد الداخلي المغربي، أشار أيت موهوب إلى هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، والافتقار إلى التنمية في العديد من المناطق، معتبرا أن ذلك تجلى بوضوح في الأزمات الأخيرة، مثل الزلزال. ومن جهة أخرى أكد المتحدث ذاته أن الشعب المغربي لا يزال على وعيه ونشاطه في القضايا العادلة، وخاصة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى المظاهرات الحاشدة التي شهدتها المغرب تضامنا مع فلسطين.
وعن قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني، أوضح أيت موهوب أن الحكومة المغربية، التي قادها الحزب الإسلامي بقيادة العثماني، قامت “بمقايضة القضية الفلسطينية مقابل التطبيع”، ما دفع البلاد إلى مواقع تنسيق أمني وعسكري متقدمة مع الكيان الصهيوني.
وختم بالإشارة إلى أن الأوضاع الداخلية في المغرب تثير التساؤلات حول مستقبل البلاد، خاصة مع الحديث عن خلافة الملك والتحديات المرتبطة بها، موضحا أن الخلافة لن تكون سهلة لاسيما وأن الرجل مريض تم ارساله الى باريس وذلك في سرية تامة الملك، وقد ظهر مع ماكرون وهو ضعيف جدا، مؤكدا أن قضية خلافة الملك هي صراعات كبيرة، موضحا أن هناك قوى خارجية تسعى للسيطرة على البلاد لضمان استمرار دورها الوظيفي خدمة لمصالح استعمارية.