تنهينان “ملكة الطوارق” أو ما تعرف باسم “ناصية الخيام”، تعود للعرض بالمتحف الوطني لما قبل التاريخ والأثنوغرافيا “باردو” بالعاصمة، بعد غياب دام أكثر من 12 سنة.
من المرتقب أن يتم عرض المعلم الجنائزي المكون من الهيكل العظمي والحلي للملكة “تنهينان”، الأم الروحية والزعيمة الملهمة لقبائل صنهاجة اللثامية في الصحراء الكبرى، مع نهاية سنة 2019 أو مع بداية السنة الجديدة 2020.
وحسب ما صرح به خليفة تيجدام، رئيس قسم الاتصال والتنشيط، لـ “أخبار الوطن”، فإن آخر عرض لها عام 2006 وهي سنة بداية الأشغال والترميم الخاصة بالمتحف، لكنه لم يكشف عن الموعد المحدد لعودة هذا المعلم الجنائزي.
ويعود اسم “تنهينان” إلى لهجة “التماهاك” القديمة ومعناه في اللغة العربية “ناصبة الخيام” التي اشتهرت بكثرة السفر والترحال، وهي الملكة الأمازيغية التي عرفت بحكمتها ودهائها، المرأة الفارة من زواج أرغمها عليه والدها من أمير إفريقي.
وكانت المكلة “تنهينان” تقيم في منطقة “تافيلالت” بالغرب، لتجد نفسها بمنطقة “الأهقار” تحكم مملكة مترامية الأطراف تمتد من صحراء ليبيا إلى التشاد، ومن الجزائر إلى مالي، ومن النيجر إلى موريتانيا، وهو ما يعادل مساحة ثلث القارة الإفريقية.
ولم يتم اكتشاف موقع دفن “تنهينان” إلا في سنة 1925، من طرف بعثة فرنسية أمريكية مشتركة في “أباليسا” بالهقار، من بينهم الباحث موريس ريغاس، حيث قام النحاتون بنحت 13 معلما جنائزيا حول الضريح الذي ينقسم إلى 11 غرفة.
وتم العثور بجانب الهيكل الخاص بالملكة “تنهينان” على مجموعة نادرة من التحف الثمينة والمجوهرات، نقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 5 سنوات، لتعود إلى الجزائر وتعرض بمتحف “باردو” إلى غاية 2006.