احتضنت جامعة الجزائر 02 و تحت إشراف مدير الجامعة، السعيد رحماني، فعاليات الملتقى الوطني الذي يتناول موضوع “الكتابات الأدبية عن الثورة الجزائرية: التخييل والتركيب والتجاذبات”. حيث شهد الملتقى حضور نخبة من الأكاديميين والباحثين من مختلف الجامعات الوطنية، بهدف مناقشة وتحليل الأبعاد الأدبية للثورة الجزائرية من خلال الأجناس الأدبية المختلفة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد مدير جامعة الجزائر 02 السعيد رحماني، على أهمية الملتقى في إعادة قراءة الأدب الجزائري المعاصر في ضوء الثورة الجزائرية، مشيرًا إلى ضرورة تأمل التأثيرات المختلفة للأدب الثوري في تشكيل الهوية الوطنية.
وفي هذا السياق يتناول الملتقى و الذي استمر على مدار يومي 13 و 14 من الشهر الجاري و الذي كان تحت رئاستا الدكتورة أسيا قاصد و دكتورة حياة ام السعد دراسة تأثير الثورة الجزائرية على الأدب الجزائري، وكيف أسهم الكتاب الجزائريون في تدوين تلك الأحداث العظيمة عبر أعمالهم الأدبية. كما يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين الواقع والتخييل في الروايات، الأشعار، والمسرحيات التي تناولت الثورة، مما يعكس التشابك بين الوقائع التاريخية والرؤى الأدبية.
في اليوم الأول من الملتقى، تم التركيز على مفهوم التخييل في الأدب الثوري، وكيف أن الكتاب قد وظفوا هذا التخييل لتمثيل مآسي وأمجاد الثورة الجزائرية بعيداً عن الوقائع الجافة، كما استعرض المشاركون الأدوار المختلفة التي لعبتها الكتابات الأدبية في نقل مشاعر المقاومة والنضال، وكيف استطاع الأدباء أن يعيدوا بناء الثورة عبر السرد الفني الذي يتجاوز الوقائع التاريخية ليجسد الروح الثورية
أما فيما يخص التركيب، فقد تم الحديث عن البناء الفني للأعمال الأدبية التي تناولت الثورة الجزائرية، وكيف أثرت الظروف السياسية والاجتماعية على أسلوب الكتابة وطريقة تركيب الأحداث. الورشات التي أقيمت ضمن الملتقى تناولت، أيضًا، دور اللغة والأسلوب في خلق توازن بين نقل الحقيقة التاريخية والتعبير الأدبي.
من جهة أخرى، ناقش المشاركون التجاذبات الفكرية والسياسية التي تميز الكتابات الأدبية عن الثورة الجزائرية. فبينما يتفق الكثيرون على أن الأدب كان ساحة مقاومة، كان هناك تباين في كيفية معالجة الأبعاد السياسية والتاريخية. وقد أشار الباحثون إلى أن هذه التجاذبات يمكن أن تكون أحياناً محورية لفهم العمق الفكري للأدب الثوري، الذي لم يكن مجرد سرد للأحداث، بل كان أداة نقدية تسلط الضوء على الصراعات الداخلية والتحديات التي واجهها المجتمع الجزائري خلال فترة الاستعمار الفرنسي.
كما تجدر الإشارة ان الملتقى الوطني في جامعة الجزائر 02 يعد فرصة فريدة للباحثين لتبادل الأفكار والمقاربات الأكاديمية في مجال الأدب والثقافة الجزائرية، ومن خلال جلسات نقاشية وورش عمل، يهدف الملتقى إلى تعزيز الفهم المشترك حول كيفية تأثير الثورة الجزائرية على الأدب، ومساهمة الكتاب في توثيق هذه المرحلة المهمة في تاريخ الجزائر.