تتوالى ردود الفعل المنددة بسماح السلطات المخزنية لسفينة محملة بأسلحة للكيان الصهيوني بالرسو في ميناء طنجة، داعية كل القوى الحية في المملكة إلى الوقوف في وجه هذه القرارات الجائرة و السقوط المخزي.
وفي هذا الصدد، استنكرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، التي تضم العديد من الهيئات الحقوقية والسياسية المناهضة للتطبيع, في بيان لها، “موقف السلطات المغربية المتخاذل والذي يأتي ضدا على إرادة الشعب المغربي المساند دوما للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة الاحتلال الصهيوني الوحشي وشركائه”.
وأكدت على أن هذه الخطوة المخزنية “مرفوضة، فهي معاكسة لنبض الشعب المغربي ومستفزة لمشاعر أحرار العالم، لأن السفينة محملة بأسلحة موجهة إلى عصابة الصهاينة التي تواصل حرب الإبادة الجماعية ضد سكان غزة وتستمر في تقتيل الشعبين الفلسطيني واللبناني، مستعملة في ذلك كل الوسائل الهمجية والوحشية، في تحد سافر للمجتمع الدولي ودون الاكتراث بالمواثيق والقوانين الدولية والقرارات الأممية”.
ولفتت إلى أنه حسب موقع “مارين ترافيك”، المتخصص في تتبع السفن، فإن هذه السفينة رست في ميناء طنجة بعد إعلان وزارة الخارجية الإسبانية منعها من الرسو في ميناء “الجزيرة الخضراء”، على غرار ما حصل سابقا مع سفينة “كومميوت” التابعة لجيش الكيان الصهيوني التي مكنتها السلطات المغربية من التزود في نفس الميناء بما تحتاجه من مؤن ووقود كي تواصل طريقها إلى فلسطين المحتلة.
و اعتبرت المجموعة تمادي السلطات المغربية في مثل هذه المواقف المتخاذلة بمثابة تشجيع للكيان الغاصب على الاستمرار في عدوانه وإجرامه بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتحديا مستفزا لإرادة الشعب المغربي المساند لنضال الشعب الفلسطيني، والذي ما فتئ يعبر عنه في المسيرات الوطنية والوقفات الاحتجاجية والفعاليات المتواصلة في مختلف ربوع الوطن.
ودعت المجموعة المغربية، في نهاية البيان، كل القوى الحية في البلاد، وخاصة في مدينة طنجة إلى “الوقوف في وجه هذه القرارات الجائرة بكل السبل المتاحة والتعبير عن سخطها من هذا السقوط المخزي”، من خلال المشاركة في الفعاليات التي دعت لتنظيمها عدد من الهيئات المناهضة للتطبيع بالمغرب، اليوم الأحد بطنجة.
من جانبها، أدانت المبادرة المغربية للدعم والنصرة، بأشد العبارات السماح لهذه السفينة بالرسو بميناء طنجة المتوسطي، معتبرة هذه الواقعة “خذلانا وغدرا لفلسطين والقدس، و وصمة عار في جبين المغرب، خاصة في ظل المجازر المروعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان واستمراره في قتل الأطفال والنساء”.
وطالبت المبادرة المغربية، كل السلطات المعنية بتوضيح موقفها من هذه الجريمة النكراء، والتحقيق في قضية السفينة وحمولتها الحالية، والعمل على اتخاذ كافة التدابير لمنع وصول أي إمدادات عسكرية إلى الكيان المحتل، داعية إلى محاسبة كل المتورطين في الإساءة إلى صورة المغرب والشعب المغربي المساند دوما لفلسطين والمنخرط في دعم معركة طوفان الأقصى منذ 7 أكتوبر 2023″.
وفي الأخير، دعت الهيئة ذاتها، كل القوى الحية والفاعلين وعموم الشعب المغربي إلى التعبير عن الغضب والاحتجاج وإدانة كل أشكال التطبيع, ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني والمقاومة حتى تحقيق النصر، بمناسبة الوقفة التي تنظمها بطنجة قرب الميناء المتوسطي اليوم الأحد، وكذا خلال المسيرة الشعبية المقررة بمدينة الرشيدية مساء.
من جهتها، ندّدت المدونة والمعتقلة السياسية السابقة بسجون المخزن، سعيدة العلمي في منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي، بتجاهل المخزن للنداءات المتكررة بمنع السفن المحملة بالأسلحة للكيان الصهيوني، من الرسو في موانئ المملكة.
وقالت: “سياسة الآذان الصماء كانت هي الإجابة على هذه النداءات، ضد إرادة الشعب المغربي وضربا بعرض الحائط لاتفاقية عدم السماح بمرور الأسلحة المحظورة، خاصة وأن الوجهة هي الكيان الصهيوني”.
وأضافت: “الشرق الأوسط بحاجة الى السلام و ليس إلى الأسلحة”، متسائلة : “كيف تشاركون في هذه الإبادة و في الوقت نفسه تترأسون مجلس حقوق الإنسان الدولي؟”.