قالت وزير ة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، إن التاريخ كتب أن نوفمبر لم يكن شمسا أشرقت على الجزائر وحدها، بل كان نورا عم ضياؤه على كل الشعوب المستعمرة في ربوع العالم لترفع راية المقاومة ضد العدوان، ولم يحرر نوفمبر المجيد أصحاب الأرض بقدر ما حرر الآلة الاستعمارية الغربية، وهي في أوج وحشيتها من وهم السيطرة على مقدرات الشعوب وكرامتها.
وتابعت مولوجي، لدى إشرافها على الافتتاح الرسمي للبرنامج الثقافي بالطبعة الـ 27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب، “على ضوء هذه المعاني الكريمة والشامخة كانت دعوتنا في الطبعة السابعة والعشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب إلى الانتصار، ومن وحيها رفع شعار الطبعة ” نقرأ لننتصر “، مادامت المعرفة دعوة متجددة لكرامة الإنسان، ولأن يعيش في ظلال وارفة من القيم الإنسانية، وفي مقدمتها الأخوة والأمن والسلام”.
وأضافت، “إن الكتاب من دون شك، وإضافة لكونه أداة المعرفة الأولى منذ قرون خلت، سيظل أرضا خصبة للحوار الحضاري الرفيع بين الشعوب والأمم، والدرب الأسمى لنشر القيم الإنسانية بين شعوب المعمورة لا سيما والعالم يشهد انتكاسة خطيرة فرضتها الصراعات والحروب التي أخذت أبعادا لا إنسانية ستظل وصمة عار على البشرية، ولعل العدوان الغاشم الذي يجابهه إخواننا في فلسطين الشقيقة لدليل قاطع على الانحدار الهمجي والوحشية الفظيعة التي يتعرض لها العزل والأبرياء في غزة و في مناطق أخرى، وأمام هذه النكسة الكبرى لا يسعنا إلا أن نجدد تضامننا مع إخواننا في فلسطين، مع خالص النصرة والمواساة”.
وأشارت وزيرة الثقافة، إلى أن “صالون الجزائر الدولي للكتاب وبالرعاية السامية والخاصة التي أولاها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لهذا الموعد، ووفق توجيهاته الرشيدة، دأب على بذل الجهود من أجل أن يكون مركز إشعاع حقيقي وطنيا ودوليا، وعليه فإننا نحرص في هذه الفعالية الكبرى على أن يكون البرنامج الثقافي متنوعا وثريا ومواكبا للحياة الثقافية الوطنية والعربية والعالمية، مع كل التقدير للقامات الكبيرة التي يكرمها الصالون، دون أن نغفل رفع واجب الوفاء للأعلام الوازنة من الكتاب الكبار الذين رحلوا عنا ــ رحمة الله عليهم والذين أثروا الحياة الثقافية بإسهامات جليلة ستظل خالدة لدى الأجيال والقراء”.
في هذه الطبعة المتجددة، تقول الوزيرة، سيجد القارئ والزائر العديد من النشاطات الثقافية والفكرية التي تلبي مختلف الاهتمامات والتطلعات، كما تم تخصيص فضاء للقاءات المهنية من أجل الغوص في مسائل متعلقة بصناعة الكتاب، وسبل ترقية المطالعة والقراءة.
ولا يفوتنا هنا، تضيف مولوجي، أن نشيد بالبرنامج الفكري والثقافي القيمالخاص بدولة قطر الشقيقة، ضيف شرف الطبعة، حيث سنقف على ثراء وعمق الثقافة القطرية، وإسهاماتها الغزيرة في الثقافة العربية والإنسانية على حد سواء، فخالص الشكر والثناء نرفعه للشخصيات الثقافية الوازنة الحاضرة معنا، وفي مقدمتها صاحب السعادة معالي وزير الثقافة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني.
وتوجهت مولوجي بالشكر والتقدير كذلك لكل ضيوف الجزائر من كتاب وأدباء ومبدعين وناشرين وعارضين، مع الرجاء بالتوفيق والسداد لكل الفعاليات الثقافية والأدبية، والتي ستسهم من دون شك في رفع حالة من التواصل الثقافي والتبادل المعرفي، إضافة إلى تثمين البعد الإنساني للفعل الثقافي، والذي سيظل خير سفير بين الشعوب، تضيف الوزيرة.