واحدة من روائع عبد الوهاب الدكالي، التي لطالما عشقت سماعها وما مللت من ذلك أبدا رافقت شبابي وشيبي، فيها من معاني الإنسانية ما يهد الجبال ويركع قساة القلوب.
أغنية تفضح العنصرية فيها “مات خويا يا بويا”، تفضح الإنسان الذي يتخلى عن إنسانيته ويلبس ثوب الجلاد.. الجلاد الذي كنت أراه في الآخر الذي يعيش في عالم بعيد خلف البحار ولم يتشكل في وعي الجميع على الأقل إلى مرحلة قريبة إن ذلك الآخر يسكننا ويسكن بني جلدتي وأنا القادم من الريف عرفت عنصرية المدينة وابن المدينة وكيف يفقد توازنه أمامك حين لا يقدر على منافستك فيجهر بما تحمله نفسه من عنصرية لا يمكن تبريرها عرقيا ولا معرفيا.
كما لمست عنصرية العرق من قبل أشخاص لم أكن أتوقع أن يصنف الناس بين أسود وأبيض ولا أمازيغي وعربي ولا شاوي وميزابي.. أناس مرضى فاشلون على مختلف المستويات.. تافهون بضاعتهم ضحلة وزادهم الكلام وقلة التربية والخلق.
فكنت أقول في نفسي “أخطأت يا عبد الوهاب في توجيه الرصاصة”، فخويا يموت يوميا هنا وليس في مون برناس.. وأشد أنواع العنصرية التي يغرق فيها الجزائريون هي رفضهم للآخر المختلف في اللون واللغة والدين و”تحلبت” الذي أطلقها أحد تلك النماذج على لاعب كرة واحدة من مكنونات العنصرية في بلادي التي لا تقبل الاختلاف.