يواجه المنتخب الجزائري نظيره الليبيري ،عشية اليوم، على ملعب حسين آيت أحمد، بداية من الساعة الخامسة مساءا، ضمن الجولة الختامية من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025.
و يعتبر هذا اللقاء شكلي بما أن “محاربي الصحراء” ضمنوا تأشيرة التأهل قبل جولتين رفقة غينيا الإستوائية، و خروج ليبيريا و الطوغو من سباق التأهل، ما يعني أن الناخب الوطني سيستغل المواجهة لتصحيح الأخطاء و تجريب أسماء جديدة و ضبط التشكيلة تحسبا لاستئناف مشوار التأهل إلى مونديال 2026،
وحافظ المنتخب الجزائري بقيادة المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش على سجله خاليا من الهزائم في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، بتعادله سلبيا أمام مضيفه غينيا الاستوائية في مالابو، لحساب الجولة الخامسة، في مباراة كانت نتيجتها شكلية بحكم التأهل المسبق لكلا المنتخبين.
ويعد تصدر “الخضر” للمجموعة الخامسة مكسبا إحصائيًا ونفسيًا لزملاء رامز زروقي، ما سيسمح له بالعودة للمشاركة في تصفيات مونديال 2026 بمعنويات عالية وثقة كبيرة في تجاوز منتخبي بوتسوانا وموزمبيق شهر مارس المقبل.
تشكيلة “الخضر” تختتم تربصها تحسبا لمواجهة ليبيريا
و كانت تشكيلة المنتخب الوطني اختتمت، صبيحة أمس، تحضيراتها الخاصة بمواجهة ليبيريا، المقررة عشية اليوم، وأجرت العناصر الوطنية، حصة تدريبية ثانية بمركز سيدي موسى، صبيحة امس، منذ العودة من عاصمة غينيا الاستوائية مالابو، بعد الأولى التي جرت أول أمس.
وشهدت الحصة التدريبية الأخيرة لـ”الخضر” مشاركة جميع اللاعبين، باستثناء متوسط الميدان رامز زروقي، الذي غادر التربص، بسبب تراكم الانذارات وغيابه آليا، عن لقاء ليبيريا.
// مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية
وحافظ الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش على سجل “الخضر” الخالي من الخسارة في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025، ومنذ مباراة غينيا في شهر جوان الماضي، خلال الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2026، ما يؤكد العمل الكبير الذي يقوم به التقني السويسري منذ سقوطه في أول مباراة رسمية له.
فمنذ الهزيمة أمام غينيا (أول مباراة رسمية لبيتكوفيتش)، نجح منتخب الجزائر في الفوز بخمس مباريات (واحدة في تصفيات المونديال و4 في تصفيات الكان)، وتعادل مرة واحدة، كما سجل خط الهجوم في الست مباريات 13 هدفًا وتلقى الدفاع هدفين.
عودة موفقة للحارس أوكيدجة
استفاد بيتكوفيتش من مباراة غينيا الاستوائية، من خلال معاينة الحارس ألكسندر أوكيدجة، بعد أن أخذ فكرة شاملة عن الحارسين أنتوني ماندريا وألكسيسقندوز، ورغم أن الحارس الأخير قدم مستوى جيدا خلال مواجهتي الطوغو الماضيتين، إلاّ أن بيتكوفيتش فضل استغلال ورقة أخرى لإنعاش المنافسة في هذا المركز.
وقدم حارس ميتز الفرنسي والعائد من الاعتزال مستوى جيدا، حيث أنقذ “الخضر” من هدف محقق، ليصعب من مهمة المدرب السويسري في الاستقرار على هوية الحارس الأساسي خلال المباريات المقبلة للمنتخب الجزائري.
بن رحمة ومحرز وراء فقدان التشكيلة توازنها
ارتكز لعب “الخضر” خلال الشوط الأول على الجهة اليسرى، لكن بن رحمة لم يكتشف نفسه مرة أخرى، وأهدر كرات عديدة، وحاول في بعض المرات لعب دور المهاجم الوهمي وترك مكانه لعمورة، لكن ذلك لم تكن له نتيجة إلى غاية خروجه.
و لم يختلف الأمر كثيرا مع محرز، الذي يترك أثرا كبيرا في اللقاء، وأرقامه تعكس ذلك، حيث سدد مرة واحدة على المرمى، وكرته لم تشكل خطرا على حارس الخصم، كما صنع هجمة واعدة واحدة، كما إفتقدت كرته لكثير من التركيز، مهدرا فرصا كبيرة للتهديف.
َ رزوقي تألق بشكل لافت في اللقاء
وعلى عكس محرز وبن رحمة، قدم لاعب الارتكاز رامز زروقي مباراة كبيرة وكان أفضل عنصر فوق الملعب، بفضل تدخلاته الناجحة واسترجاعه عددا كبيرا من الكرات من لاعبي الخصم، فكان النقطة المضيئة في تشكيلة بيتكوفيتش، ورد على المنتقدين مرة أخرى بطريقته، كما نجح في تغطية الأخطاء التي وقع فيها زميله آدم زرقان، الذي لم يستغل فرصة مشاركته أساسيًّا للمرة الثانية، ليضع مستقبله مع “الخضر” على المحك.
منظومة دفاعية صلبة لـ”الخضر”
اللافت للانتباه، ان مواجهات المنتخب الجزائري تحت قيادة بيتكوفيتش هي الصلابة الدفاعية، والتي ظهرت في مباراة الخميس الماضي، رغم الظروف الصعبة والتغيير الاضطراري بين الشوطين، حيث نجح مداني مرة أخرى في إثبات قدرته على تعويض أي مدافع، لتتواصل أرقام الدفاع الجيدة، حيث تلقى هدفا واحدا في آخر 5 مباريات.
أثبت عيسى ماندي مرة أخرى أنه يكون أكثر راحة عندما يلعب بدفاع ثلاثي إلى جانب توغاي وبن سبعيني أو مداني، فقدم مباراة من دون أخطاء تقريبا، وكان خروجه بالكرة سلسًا، وتدخلاته كانت موفقة، بفضل التغطية التي حظي بها في كل مرة من توغاي، وحتى من فارسي بالقرب من خط التماس.
بيتكوفيتش نسي الأمر الأهم ضد غينيا الاستوائية
قدم “الخضر” مباراة مقبولة جدا من الناحية الدفاعية، ومتوسطة من جانب التحكم بالكرة والاستحواذ على وسط الملعب، لكن التنشيط الهجومي كان غائبا بشكل شبه كلي، خاصة في الشوط الأول، حيث غابت الفرص “مثل العادة”، منذ قدوم بيتكوفيتش الذي تعود على صنع الفارق عادة في الشوط الثاني، بفضل قراءته التكتيكية المتميزة.
و لم يختلف الوضع كثيرا خلال الشوط الثاني عن سابقه، وكأن بيتكوفيتش لم يضغط على لاعبيه من أجل هز الشباك، فتواصل غياب الفرص المحققة، وأكثر دليل على ذلك التسديد 3 مرات فقط، مرتين منها بين الخشبات الثلاث، ما يدل على أن المدرب السويسري لم يركز على أمر مهم في اللقاء، وهو تسجيل الأهداف، التي هي ما يحصد بها نقاط المباريات.
غينيا الاستوائية تحرم الجزائر من العلامة الكاملة
وبعد تعثره بنتيجة التعادل يكون المنتخب الجزائري قد فشل في تحقيق العلامة الكاملة في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، وتوقفت سلسلة انتصاراته في هذه التصفيات، عند 4 انتصارات متتالية.
وكان منتخب “الخضر” يأمل في الفوز على نظيره منتخب “الرعد الوطني”، والوصول إلى انتصاره الخامس تواليًا في تصفيات “كان” 2025، ومن بعدها الفوزعشية اليوم، على الضيف ليبيريا في الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات، لتحقيق العلامة الكاملة بـ 18 نقطة.
وبعد توقف قطار انتصاراته في محطة غينيا الاستوائية، يكون منتخب الجزائر قد فشل في تكرار ومعادلة إنجازه في تصفيات بطولتي كأس أمم أفريقيا 1968 و2013، والتي حقق فيهما فقط العلامة الكاملة، بعدما فاز بجميع مبارياته في التصفيات الأفريقية.
َ/ماندي يدخل تاريخ “الخضر” برقم مميز
من جانبه، سجل المدافع الدولي الجزائري عيسى ماندي الذي شارك في مواجهة “الخضر” أمام نظيره الغيني رقما مميزا، حيث عادل مدافع نادي ليل الفرنسي الرقم القياسي الذي بحوزة المهاجم إسلام سليماني لأكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب الجزائري ليصل إلى المباراة رقم 102، حيث يعتبر ماندي أحد أبرز ركائز المنتخب الوطني خلال السنوات الماضية بالرغم من مرور العديد من المدربين على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري.
ع.زميط
َ
الصحفي الرياضي فضيل شرف، مصرحا لـ”أخبار الوطن”:
“بيتكوفيتش يواصل البحث عن التشكيلة المثالية.. والحديث عن الحظوظ سابق لأوانه ”
أكد الصحفي الرياضي، فضيل شرف، أن المباراة التي خاضها المنتخب الجزائري أمام نظيره الغيني، لم ترقى الى مستوى التطلعات، كما شدد على أن الناخب الوطني بيتكوفيتش ما يزال في رحلة البحث عن التشكيلة المثالية التي سيعول عليه في قادم الاستحقاقات.
و في تصريحاته التي خص بها يومية “اخبار الوطن”، أشار المتحدث إلى أن مواجهة “الخضر” التي خاضها الخميس الماضي لم ترقى الى المستوى المنتظر، قائلا:” اللقاء كان دون المستوى بسبب غياب الحافز، بما أن المنتخبين ضمنا تواجدهما في كان 2025، أظن أن الناخب الوطني لم يرد إجهاد لاعبيه أكثر بالنظر إلى الظروف المناخية القاسية التي عرفتها مدينة مالابو وبالتالي عمل على تسيير المباراة بذكاء وبأقل جهد حتى يكون اللاعبون جاهزين لمباراة ليبيريا”.
كما أضاف شرف الى ان التقني السويسري لم يحسم بعد التشكيلة التي سيخوض بها قادم الاستحقاقات التي تنتظر المنتخب الجزائري:” الناخب الوطني مازال يبحث عن التشكيلة المثالية تحسبا للتحديات التي تنتظر المنتخب، هو حاليا يجري الخطط واللاعبين على أمل الاستقرار في تشكيلة أساسية مستقبلا”.
و في الأخير أكد انه من المبكر الحديث عن حظوظ “الخضر” في النسخة القادمة من “الكان”، متمنيا مواصلة “الخضر” العمل الجاد و التعلم من الأخطاء السابقة، مصرحا بالقول :”السؤال سابق لأوانه فكم من مرة تفاءلنا خيرا وفي الأخير غادرنا بخيبة، وما النسختين الأخيرتين إلا دليل على ما أقول”، ليختم: “أتمنى أن يستخلص الجميع الدروس من الماضي القريب والتركيز فقط على العمل الميداني والنتائج الإيجابية خاصة في المباريات الرسمية”.
ع.زميط
الإعلامي الرياضي المصري، محمد شحاته لـ”أخبار الوطن”:
“المنتخب الجزائري حقق الأهم .. وبيتكوفيتش في الطريق الصحيح”
أكد الإعلامي الرياضي المصري محمد شحاته أنالمنتخب الجزائري حقق المطلوب حتى الآن بالتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية بالمغرب كمتصدر لمجموعتة، مشيرا أن لمسة الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش باتت واضحة من خلال طريقة لعب “الخضر”.
و شدد المتحدث في تصريحاته التي خص بها يومية “أخبار الوطن” أن التقني السويسري لعب بعدة خطط لكنه حقق الأهم، قائلا:”صحيح انبيتكوفيتش يعلب فى كل مباراة بتشكيل وطريقة لعب مختلفة، ومع ذلك حقق المطلوب منه مدرب كبير وسوف يعيد كرة القدم الجزائرية إلى الواجهة الإفريقية والدولية مرة أخرى”.
كما عاد الإعلامي المصري الى التطرق إلى فلسفة المدرب بيتكوفيتش و التي أكد فيها أن لمسته بدأت تظهر جليا على تشكيلة “محاربي الصحراء”، مصرحا:”لمسة المدرب أصبحت واضحة من خلال التنويع في اللعب ، انسجام أفضل بين اللاعبين ، وتبديلاته كانت فعالة كما في كل مباراة منذ وصوله”، و تابع:”بيتكوفيتش يثبت مرة أخرى أنه يملك قراءة رائعة للعبة خاصة في الشوط الثاني تقلب الموازين لصالحه، ودائما ما يظهر المنتخب بوجه مختلف في الأشواط الثانية”، و أردف:” المنظومة الدفاعية صارت افضل وأكثر انسجام تحت إشرافه، ولم تستقبل سوى هدفين لحد الآن بعد مرور المقابلة الخامسة على التوالي دون هزيمة”.
و لم يخفي المتحدث عن ثقته في تقديم “الخضر” وجها مشرفا في كأس أمم افريقيا 2025، و محو الخيبة المسجلة في اخر مشاركتين، حيث قال:” الحظوظ تبقى كبيرة للمنتخب الجزائري الذي يعد واحد من المنتخبات الكبرى فى القارة السمراء، و من والمرشحين دائما للمنافسة على اللقب”، و واصل: ” بتكوفيت شفي الطريق الصحيح ويسر بالمنتخب الجزائري نحو تحقيق أرقام قد تكون الافضل، بعدما تمكن من ضمان التأهل مبكرا الى نهائيات “كان” 2025،وتربعه أيضا على صدارة المجموعة السابعة عن جدارة في تصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026″.
ع.زميط