بحبر: رياض هويلي
ثمة محددات للعمل السياسي، في المخيال الشعبي الجزائري، ينبغي على المتعاطي مع الشأن العام عموما والسياسي خصوصا، إدراكها، الإحاطة بها، فهمها والالتزام بها. قد تكون هذه المحددات ناقصة، بمعنى غير كاملة، ربما ليست سليمة كما يراها بعضهم، وقد تكون تجاوزها الزمن بالنسبة للبعض ممن يهوى لعبة أسلوب المقارنات…لكن، مما لا شك فيه أن هذه المحددات هي نتاج مسار نضالي للشعب الجزائري على مر العصور.
لهذا، ما يجب أن يعرفه، من يتعاطى العمل السياسي، من وضع نفسه في موضع المناضل السياسي، أننا لن نقبل:
– بمعارضة ارتبطت أو ترتبط، أو أنتجها الخارج، مهما كان هذا الخارج: غربيا أو عربيا أو أعجميا.
– برموز سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، حبلها السري مربوط بسفارات أجنبية، أو ترضع من شركاتها المدرارة.
– برئيس، تصنعه مخابر الأجانب، وتسعى لفرضه على الجزائريين، كما يحلم البعض ممن تستهويهم المقارنات.
– بمساعدة الأجانب لأي جزائري يمارس عملا سياسيا.
– بتمويل الأجانب لأي مشروع سياسي هدفه التحكم والسيطرة أو التوغل في المجتمع الجزائري.
لكن، بالمقابل، ماذا نقبل؟
– معارضة خرجت من صلب الشعب، من عمق المجتمع.
– معارضة أنتجتها الرغبة في البناء بشكل مختلف، مغاير لما هو سائد أو كائن.
– معارضة ولاءها للوطن وللشعب مهما تعاظمت المحن.
– معارضة أولويتها الداخل ولا وجود للخارج في فكرها وبرنامجها، يعني الحفر عن شرعية الداخل ولا عن أي شرعية أجنبية، غربية أو عربية أو أعجمية كانت.
– برئيس أنتجه الشعب باختياره، أو تصنعه مخابر النظام في أسوء الحالات، وأحلك الظروف، على رئيس تصنعه مخابر الأجانب ويأتي على ظهر دبابة، أو طائرة نفاثة، أو بارجة بحرية.
هذه بعض من محددات العمل السياسي، ورثناها كنزا ثمينا من تضحيات الأجداد المؤسسين. قد يتحفظ عليها البعض، وقد يرفضها آخرون، لكنها تبقى المنطلق السليم لأي عمل سياسي وطني، و بوصلته المحددة للاتجاه الصحيح والهدف النبيل. وأي حياد عن هذه المحددات، فهو ضياع، اعتداء على المقدسات، اعتداء على حمى الوطن، ألا وإن حمى الوطن محارمه.